وجد المصطافون ضالتهم في افتتاح معرض تجاري تشرف عليه مؤسسة ''الشارقة'' أمام غياب فضاءات تجارية واسعة ومحترمة بولاية جيجل، والتي لاتزال الحركة التجارية بها ترتكز على ما يروج بالمحلات وعلى الأرصفة من سلع وبضائع مختلفة، أجمع مواطنو المنطقة على غلاء أثمانها مقارنة بأسعارها المحدودة في أسواق ولايات أخرى. ومن خلال اطلاعنا على أجواء المعرض المنظم بقاعة محسين بيازة المتواجدة في المخرج الغربي لمدينة جيجل لفت انتباهنا تنوع السلع المعروضة في مختلف زوايا المكان من أوانٍ منزلية، لعب وملابس الأطفال، أغطية وأفرشة، تحف خزفية، زرابٍ وألبسة تقليدية، حلي وأدوات الزينة والتجميل، حلويات شامية وملابس رجالية. وبرأي عدد من العارضين الذين دردشنا معهم، فإنهم لم يتصوروا أن يكون الإقبال كبيرا على المعرض خاصة من طرف المصطافين والمهاجرين، كما أثنوا على مؤسسة ''الشارقة'' التي نجحت حسب رأيهم في رفع التحدي من خلال حسن التنظيم والاستقبال، كما أوضحوا لنا بأن سلعهم تلقى رواجا مقبولا. وفي هذا السياق قال لنا عارض من ولاية سطيف متخصص في بيع لعب الأطفال، بأن رواج السلع بشكل جيد يعود بالدرجة الأولى لانخفاض أثمانها، فالقطعة التي تباع في جناحه ب 350دج يصل سعرها في المحلات إلى 1500دج، فيما أكد عارض قادم من تيزي وزو متخصص في بيع الألبسة التقليدية والحلي بأن الأسعار المحددة في المعرض في متناول الزوار، فعلى سبيل المثال تباع الجبة القبائلية في المعرض بألف دينار فيما لا يقل سعرها الحقيقي في مدينة تيزي وزو عن ألف و400دج، وهذا كله تشجيعا لمواطني الولاية لاقتناء هذا النوع من الملابس ذات الصلة بأصالتنا وثقافتنا المتجذرة في أعماق التاريخ. وفي الوقت الذي رفض عارض صيني التحدث معنا رغم إلحاحنا لمعرفة انطباعاته بخصوص كل الظروف المحيطة بهذا المعرض المقام لأول مرة بالمدينة، لأن عيونه كانت مركزة على زوار جناحه، وهو ما يبرز بوضوح عقلية التاجر الصيني القائم على عدم التلاعب بالوقت والانضباط أثناء العمل، فإن عارضا إيرانيا بجواره قد فتح لنا صدره أمام خلو جناحه من الزوار والمشتريين، حيث فسر لنا سبب عدم الإقبال الكبير على اقتناء سلعه المتمثلة في المجوهرات المصنوعة من الأحجار الكريمة بارتفاع أسعارها وعدم معرفة مواطني المنطقة قيمتها إذ تعادل أو تزيد عن تلك المصنوعة من الذهب، وفي هذا الإطار أكد لنا العارض الإيراني بأن الهدف من المشاركة في المعرض المذكور يكمن في التعريف بمثل هذه السلع التي تعد جديدة لدى مواطني ولاية جيجل وحتى ولايات الشرق الجزائري بصفة عامة. وبالرغم من ارتياح العارضين للظروف والأجواء المحيطة بالمعرض، إلا أنهم لم يخفوا وجود بعض الثغرات التي تبقى في حاجة إلى سد ومعالجة واستدراك في أي معرض يمكن تنظيمه مستقبلا، وفي مقدمتها ضعف النقل وقلة المرافق السياحية، كما أن مطاعم ومقاهي المدينة تغلق في ساعات مبكرة من كل ليلة وهذا يتنافى مع التقاليد التجارية التي تسود موسم الاصطياف.