قضت محكمة الاستئناف في مدينة ميلانو الإيطالية بسجن 15 شخصا وبراءة 10 آخرين، كانوا يحاكمون بتهمة الانتماء إلى خلية ''إرهابية'' تقوم بإرسال ''انتحاريين'' إلى سوريا، للذهاب من هناك لتنفيذ هجمات في العراق، وكذلك في أفغانستان. وأفادت وكالة أنباء ''آكي'' الإيطالية أنه قد حكم على قائد المجموعة المدعو صبري دريدي، وهو تونسي الجنسية بالسجن لمدة ثماني سنوات ونصف، من بين 15 شخصاً وتمت تبرئة 10 آخرين. وذكرت أن دريدي قال للقاضي فور نطقه بالحكم ''أنت خادم لأميركا ، أنت لست ايطالياً، أنت مجرم، ومتواطئ مع المجرم (الرئيس الأميركي السابق جورج) بوشز. وتعود القضية إلى سنتين خلت، حين ألقت السلطات الإيطالية القبض على دريدي وآخرين من بينهم نصر مراد ومهدي بن نصر في عملية نفذتها مجموعة العمليات الخاصة، بهدف مكافحة الأنشطة'' الإرهابية'' الدولية. ويتهم دريدي بإرسال ''انتحاريين'' إلى سوريا ومنها إلى العراق وأفغانستان لتنفيذ هجمات ضد القوات الأجنبية هناك. الى ذلك اجراء اتصالات مع أعضاء منظمة تعمل في الخارج في فرنسا واسبانيا والمملكة المتحدة والبرتغال ورومانيا والجزائر وسوريا. في هذه الأثناء تتحدث تقارير إعلامية أن منسق مكافحة الإرهاب التابع لدائرة المدعي العام في ميلانو أن ايطاليا أدانت 49 جزائريا بتهم ارتكاب جرائم إرهاب دولية، وجمعت هذه الأسماء ضمن 104 من المتطرفين المدانين في البلاد ، منهم 24 تونسيا وقد صنفت هذه الأسماء في الملف الذي أعده المدعي العام في مدينة ميلانو ونقلته صحف ايطالية أول أمس. وقد اعتبر ارماندو سباتارو ، منسق مكافحة الإرهاب في ايطاليا أن هذا الأمر انتهاك للتدابير العاجلة التي تم إقرارها من خلال القانون رقم 438 لسنة 2001 للوقاية من الجرائم المرتكبة لأغراض الإرهاب الدولي ومكافحتها، إلى جانب التآمر أو تشكيل مجموعات لأغراض الإرهاب الدولي خاصة المادة 270 مكرر من قانون العقوبات ،.بموجب القانون رقم 438 لسنة 2001 تم اتخاذ إجراءات وتدابير عاجلة للوقاية من الجرائم المرتكبة لتحقيق أهداف الإرهاب الدولي ومكافحتها وتجري شرطة الأموال الإيطالية تحقيقات حول عدد من الشركات يشتبه في قيامها بتمويل هؤلاء، كما ترسل ايطاليا دوريا المزيد من رجال الشرطة إلى محطات القطارات والمطارات والموانئ والأماكن المهمة الأخرى لتعزيز الأمن هناك من اجل منع وقوع هجمات إرهابية. وطالبت الحكومة الإيطالية الحكومات المحلية أيضا ببذل جهود مشتركة لمواجهة الحوادث الإرهابية المحتملة. وتم تعبئة رجال الشرطة في عموم البلاد مؤخرا للعمل بجدية أكبر، وبدأ رجال الشرطة في مطارات البلاد بالتفتيش. وفى الوقت الحالي، يحمى 12700 من رجال الشرطة ما يقرب من تسعة آلاف موقع هام مثل المباني الحكومية والمدارس والكنائس والقواعد العسكرية لمنظمة حلف شمالي الأطلسي في أنحاء ايطاليا، ويقوم نحو أربعة آلاف جندي ايطالي بدورياتهم في أكثر من 160 مكان هام، ويراقبون أمتعة الركاب بصورة أكثر جدية.