أعلن مسؤولون سودانيون جدولا زمنيا للاستفتاء على انفصال الجنوب لكنهم حذروا من أن ظروفا غير متوقعة يمكن أن تؤجل التصويت، وبالتزامن مع ذلك استأنفت الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة في دارفور أمس الأربعاء اجتماعتهما في الدوحة تمهيدا لصياغة الوثيقة النهائية لاتفاق السلام في دارفور. وكان الطرفان اتفقا على استئناف عمل اللجان التفاوضية الخمس لإنهاء المواضيع العالقة بينهما اعتبارا من أمس الأربعاء وحتى 19 أكتوبر الجاري تمهيدا لصياغة الوثيقة النهائية لاتفاق السلام في دارفور.وقال أحمد بن عبدالله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري، في تصريحات في الدوحة عقب اجتماع لجنة الوساطة مع طرفي النزاع في دارفور، إن اللجان التي شكلتها الوساطة سوف تنهي أعمالها في غضون خمسة أيام وستجتمع لجنة الاتفاقية لمعالجة القضايا التي تستعصي على اللجان التفاوضية للوصول الى حل بشأنها. ومن جانبه ، أكد جبريل باسولي الوسيط الأممي أنهم مستمرون في إجراء المشاورات مع كل الإطراف بما في ذلك الحركات الغائبة، وقال: نتطلع إلى وثيقة تجد القبول من الجميع وقادرة على حل مشاكل دارفور. وتحدث الوزير السوداني أمين حسن عمر رئيس وفد الحكومة السودانية في المفاوضات عن وجود بعض القضايا العالقة، معبرا عن إمكانية حلها عبر لجان التفاوض، رافضا الحديث عن طبيعة هذه القضايا العالقة، معتبرا أن القضايا المتفق عليها أكثر من القضايا المختلف عليها، مما سيسهل على الوساطة انجاز وثيقة السلام النهائي.من جهة أخرى أعلن مسؤولون سودانيون جدولا زمنيا للاستفتاء على انفصال الجنوب لكنهم حذروا من أن ظروفا غير متوقعة يمكن أن تؤجل التصويت. وينظم الاستفتاء بموجب اتفاق السلام الشامل لعام 2005 ومن المقرر إجراؤه في التاسع من جانفي 2011 وقد تأخرت الاستعدادات بالفعل عن المواعيد المحددة ويتهم الجنوبيون الشمال بمحاولة تأجيله لمواصلة السيطرة على نفط الجنوب وهو اتهام تنفيه الخرطوم. وقال سلفا كير رئيس جنوب السودان ان كل المؤشرات تشير الآن الى أن الجنوبيين سيختارون الاستقلال وان خطر ''العودة الى العنف على نطاق واسع'' قائم في حالة تأجيل الاستفتاء أو تعطيله. وقال عضو مفوضية الاستفتاء تشان ريك مادوت انه طبقا للجدول الزمني يتعين أن يبدأ تسجيل الناخبين في منتصف نوفمبر على أن تكون القوائم النهائية للناخبين جاهزة بحلول 31 ديسمبر أي قبل ثمانية أيام فقط من موعد الاستفتاء في التاسع من يناير كانون الثاني. وأضاف ''الجدول الزمني أصبح جاهزا. تم الاتفاق عليه... المواعيد والفترات الخاصة بالاعتراضات والتعديلات ''في قوائم تسجيل الناخبين'' كلها تم ضغطها لضمان أن ينتهي التسجيل النهائي للناخبين في حدود 31 ديسمبر''. ويتصاعد التوتر السياسي بشأن استفتاء آخر نص عليه اتفاق السلام لعام 2005 وهو الاستفتاء على وضع منطقة أبيي المنتجة للنفط والتي تقع على الحدود بين الجنوب والشمال. ومن المفترض أن يجري هذا الاستفتاء أيضا في التاسع من يناير كانون الثاني 2011 لكن الشمال والجنوب ما زالا مختلفين بشأن من سيسمح لهم بالتصويت بل ولم يتفقا حتى على أعضاء لجنة تنظيم الاستفتاء.وحذر علي عثمان طه نائب الرئيس السوداني من أن الاستفتاء لن يجرى دون التوصل لاتفاق.