رجحت دراسة جديدة أن الانتظار بضع دقائق بعد الولادة قبل قطع الحبل السري المغذي للمولود، قد يكون له من الفوائد ما يفوق قطعه بعد الولادة مباشرةً. وأشارت الدراسة الكندية التي قارنت بين نتائج عدد من الدراسات السابقة وتم نشرها في مجلة رابطة الأطباء الأمريكية، إلى أن تأخير قطع الحبل السري لدقيقتين على الأقل بعد الولادة ينتج عنه ارتفاع عد الدم ومستويات الحديد في المولود، إلا أن الخبراء الذين لم يشتركوا في الدراسة الجديدة اختلفوا على مدى جدوى تبني النهج الجديد، إلا أنهم اتفقوا على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث في هذا المجال قبل النصح بالتغيرات العملية. يقول الدكتور صالح ياسين، وهو رئيس قسم النساء والتوليد بجامعة مياميالأمريكية: ''حتى الآن لا تحمل هذه الدراسة أي اقتراح عملي وحتى مؤلفي الدراسة أنفسهم ينصحون بضرورة إجراء المزيد من الأبحاث. فيما يرى الدكتور شيريل كيبرياني من جامعة تكساس أن ''الدراسة تلمح إلى أن المولود لديه قدرة على تخزين الحديد بشكل جيد لذا فقد يساعد تأخير قطع الحبل السري على عدم معاناته من الأنيميا، وبالتالي فقد يكون معرفة ذلك مهم للأطباء. أنا شخصياً اعتقد أن الأطباء قد يجدون الكثير من الأشياء الجديدة إذا ما صمموا دراسة جديدة أوسع''. ويعمل الحبل السري على توصيل الجنين بالأم خلال الحمل ويتم قطعه أثناء الولادة في الدول المتقدمة، إلا أن الوقت المحدد للقطع غير معلوم. وفي ظل عدم وجود قواعد ثابتة نجد أن الأطباء في الدول المتقدمة يعملون على قطع الحبل السري فور الانتهاء من الولادة لسببين هما توخي حدوث أي مشاكل تنفسية وتسهيل احتضان الأم لمولود ها للمرة الأولى. أما في الدول النامية فقد يختلف وقت قطع الحبل السري، إلا أن الأطباء يميلون إلى تأخير هذه المسألة لتفادي معاناة الطفل من الأنيميا. ووفقاً ل كيبرياني فإن كثيرين ممن يعيشون في الدول المتقدمة يلجأون إلى الاحتفاظ بدم الحبل السري في بنوك الدم وذلك لمطابقته للمولود. ''الكثير من الأمهات يفعلن لن ذلك إلا أن نصف الحالات فقط هي التي تجد كمية كافية للاحتفاظ بها في بنوك الدم. وإلى ذلك فقد رجحت دراسة جديدة أن تأخير قطع الحبل السري يقلل من احتمالات الحاجة إلى نقل الدم وخطر النزيف في الأطفال. إلا أن دراسات أخرى وجدت أن النتائج غير مقنعة لسبب أو لآخر. فيما وجدت دراسات أخرى أن التأخير قد يكون مفيدا في الولادة المبكرة، حيث يكون المولود اقل حجماً. ولم يقم الباحثون في الدراسة الكندية بعمل أي تجارب جديدة إلا أنهم وقفوا على نتائج دراسات سابقة ومقارنة توقيت قطع الحبل السري من الولادة. وكان القطع المتأخر يحدث بعد مرور دقيقتين من الولادة فيما يكون القطع المبكر فور إخراج الطفل من بطن الأم، وقد وجدت الدراسة أن الانتظار يزيد من الدم ومستويات الحديد مما يقلل احتمالات الأنيميا. إلا أن النتائج قد تسجل زيادة في عدد كريات الدم البيضاء والحمراء بشكل مؤقت وفقاً لمؤلفي الدراسة.