أبرمت كل من وزارة الثقافة ووزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال اتفاقية مشتركة تنص على مجانية الاستفادة من خدمة الانترنيت ذات التدفق العالي لفائدة المؤسسات التابعة لوزارة الثقافة لاسيما المكتبات العمومية عبر كل التراب الوطني. وتتناول هذه الاتفاقية الموقعة من قبل وزيرة الثقافة خليدة تومي ووزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال موسى بن حمادي تعميم استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال على مستوى المؤسسات التي تخضع لوصاية وزارة الثقافة. ووصفت تومي هذه العملية ب''الأولى'' من نوعها بحيث ستوفر للمستعملين استفادة بخدمة الأنترنيت ذات التدفق العالي غير محدودة انطلاقا من 2 ميغابايت/ثانية مضيفة أن وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال ستتكلف كذلك بتجهيز هذه المؤسسات وكذا بتكوين المكونين. وأوضحت الوزيرة أن ''هذه المبادرة ستسمح سيما للشباب بالاستفادة بتكنولوجيات الإعلام والاتصال بشكل مجاني من أجل إثراء معارفهم''. ومن جهته أشار بن حمادي إلى أن التوقيع على هذا الاتفاق يندرج في إطار تشييد مجتمع المعلومات مؤكدا أنه سيسمح بتفعيل الجهود المبذولة من قبل قطاع الثقافة الرامية إلى ترقية مختلف الوسائل المتعلقة بالإبداع والمعرفة''. من جهة أخرى، أعلن موسى بن حمادي عن التزام الوزارة بتغطية عن طريق ''اتصالات الجزائر'' لتكاليف الاشتراك في حدود 50 بالمائة بالنسبة للمؤسسات التعليمية التابعة للبلديات المساهمة في تمويل إنجاز أشغال الهندسة المدنية المتعلقة بشبكة الألياف البصرية. وتاتي هذه الخطوة مباشرة بعد الشروع في تطبيق مخطط تعميم استعمال الإعلام الآلي في المؤسسات التربوية الوطنية، حيث ستقوم والمؤسسة العمومية لاتصالات الجزائر بإقامة مركز حساب لتسيير المستخدمين ونظام لإلقاء المحاضرات عن بعد ونظام انترنيت وانترانات، وسيتم ربط هذا النظام بحوالي 2000 ثانوية وحوالي 5000 إكمالية و18 ألف مدرسة ابتدائية عبر كامل التراب الوطني. وفي هذا الصدد، تراهن وزارة التربية الوطنية أولا على تعميم استعمال الإعلام الآلي على جميع المؤسسات التربوية بمختلف أطوارها مع آفاق سنة ,2014 حيث أكد مسؤولها الأول في أكثر من مرة على أن استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال بالنسبة للحكومة يكتسي بعدًا هيكليًا وهو ما يجعلها ترصد كل الإمكانيات المالية والمادية لضمان بلوغ أزيد من 180 ألف حاسوب مقرر توزيعها على المؤسسات التربوية عبر الوطن خلال خمس سنوات. وفي المرحلة الثانية، تتولى مؤسسة اتصالات الجزائر بالتعاون مع المركز الوطني لإدماج المبتكرات البيداغوجية وتطوير تكنولوجيات الإعلام والاتصال في الوسط التربوي ضبط الشبكة المعلوماتية بشكل تام انطلاقا من المؤسسات التربوية إلى وزارة التربية ومرورا بمديريات التربية المتواجدة بالولايات، وكذا انجاز عدة مشاريع نموذجية بمساهمة متعاملين أجانب ومشروع ''إي مدرسة'' و''أي رياضيات'' و''إفيسان مان''. وتسمح هذه المشاريع بتواصل التلاميذ والأساتذة فيما بينهم ووضع موقع الكتروني خاص بالمدرسة موجه على الخصوص للأولياء الذين سيتسنى لهم متابعة تفاصيل عمل أبنائهم الدراسي والتواصل مع أساتذتهم، إضافة إلى إمكانية تسجيل أبنائهم. كما يسمح من جهة أخرى للإدارة بتحسين التسيير اليومي للمؤسسة وتوفير مستوى إعلامي مرن مع وصايتها الإدارية والبيداغوجية.