تشهد مكاتب البريد عبر مختلف أرجاء الوطن اكتظاظا غير مسبوق بسبب تدافع ملايين المواطنين للحصول على رواتبهم لشراء أضاحي العيد، وعلى الرغم من أن هذا المشكل يشكل ظاهرة مع حلول مختلف الأعياد، إلا أن أزمة السيولة التي عجزت الدولة على حلها منذ أكثر من شهر زادت من معاناة المواطنين. وأمام هذا الوضع يضطر آلاف المواطنين للتنقل بين الولايات للبحث عن حل للمشكلة التي وقعوا ضحيتها في الوقت التي تتضارب فيه المعلومات حول السبب الحقيقي لهذه المشكلة، لكن الواضح أن الدولة في كل الحالات لم تتمكن من احتواء المشكل الفاضح في نقص السيولة بمكاتب البريد منذ حوالي شهرين. وفي هذا السياق، كشف موقع ''كل شيء عن الجزائر'' أن وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال قد عزمت على حل مشكل مكاتب البريد وتعطل شبكة توزيع هذه المؤسسة، وقررت تشكيل خلية أزمة لاحتواء الوضع مع حلول عيد الأضحى المبارك. وتتشكل الخلية من مدراء في بريد الجزائر ومدراء وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، يترأسها الأمين العام للوزارة، و اضطر وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، موسى بن حمادي، لتوقيف عطلته الأسبوعية وحضور الاجتماع الطارئ الذي عقد أول أمس السبت، بمقر الوزارة، من أجل إعطاء تعليمات صارمة تساهم في التخفيف من الأزمة التي يعاني منها المواطن بالدرجة الأولى. وكان موضوع السيولة النقدية من بين المسائل التي جلبت اهتمام لجنة المالية والميزانية، في إعدادها للتقرير التمهيدي عن مشروع قانون المالية لسنة ,2011 وذلك أمام تفاقم الظاهرة التي طالت معظم مناطق الوطن، وما لذلك من تأثيرات سلبية على السير العادي للحياة اليومية للمواطن، مما يتطلب من وجهة نظر اللجنة الإسراع في إيجاد الحلول اللازمة والمستعجلة والحد من نقص السيولة سواء في مكاتب البريد أو على مستوى البنوك العمومية. هذا ويشار إلى أن موضوع قلة السيولة النقدية شكل حديث العام والخاص في الفترة الأخيرة، وأبدى المواطنون تذمرهم من الأمر، في وقت لم يتمكن فيه المسؤولون عن بنك الجزائر ووزارة البريد منذ حوالي شهرين من حل العقدة التي أرهقت أكثر من 12 مليون مواطن.