اأبدت الجزائر وباقي الدول العربية تشاؤمها من نجاح القمة المقبلة للاتحاد من اجل المتوسط المقرر عقدها في ال 21 من شهر نوفمبر الجاري ، بسبب وضع المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي لم تحرز أي تقدم قد يدفع بهذا الاتحاد المجمد منذ الاعتداء الصهيوني على غزة نهاية عام 2008 . وأفاد أول أمس وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط الذي تترأس بلاده الاتحاد من اجل المتوسط مناصفة مع فرنسا في تصريح للصحافة أن وزارة الخارجية المصرية استضافت الأحد الماضي اجتماعاً ضم سفراء ومسؤولين من الدول العربية المتوسطية، حضره ممثلو الجزائر والمغرب وتونس وفلسطين والأردن وسورية وموريتانيا ومصر، ''وبلور هذا الاجتماع الرؤية العربية الخاصة بهذه القمة، وهي أن وضع المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية والظروف المخيمة حالياً على منطقة الشرق الأوسط لا تؤمن النجاح لقمة برشلونة، إضافة إلى الصعوبات التي تدور حول البيان الختامي لهذه القمة''. وأضاف أبو الغيط قائلا ''ومع ذلك، فإن الموقف العربي يرى ضرورة إعطاء الفرصة للنقاش بين كل من مصر وفرنسا وإسبانيا قبل التوصل إلى القرار النهائي بخصوص هذه القمة''، كاشفا في هذا الإطار انه أنه سيلتقي الخميس القادم في باريس مع نظيريه الفرنسي برنار كوشنير ومبعوث رئيس الوزراء الإسباني المسؤول عن هذا الملف ميغال أنخيل موراتينوس ''للبحث في إمكان عقد الاجتماع في ظل الظروف الراهنة، وسنطرح على الجانب الفرنسي والإسباني الموقف العربي في هذا الشأن''. وأوضح المسؤول المصري أن الرؤية العربية تؤكد ضرورة تأمين بقاء الإتحاد من أجل المتوسط واستمرار اجتماعات كبار المسئولين في كافة المجالات لكن '' النقاش الحالي يتركز حول هل نعقد القمة حاليا أم لا ؟ أو نحدد لها تاريخا معينا أم لا ؟ ''. و لا يشكل موقف الجزائر أي جديد ، كونها كانت من أولى الدول التي عبرت عن عدم تفاؤلها مكن مستقبل الاتحاد من اجل المتوسط منذ اعتداء القوات الإسرائيلية على سكان قطاع غزة العزل في نهاية عام 2008 ،وكانت قد أعلنت ذلك صراحة في أكثر من مرة ،وهي الرؤية التي تتطابق مع نظرة ايطاليا المنتمية الى الجهة الشمالية للمتوسط ، في حين أن باقي الدول العربية جاء متطابقا مع نظرة الجامعة العربية التي تعتبر كعضو مراقب داخل الاتحاد من اجل المتوسط . وفي السياق ذاته كانت مصادر سورية قد أشارت مؤخرا إلى أن دمشق قد تقاطع بنسبة كبيرة القمة الثانية للاتحاد المتوسطي بسبب انهيار مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، حيث تعمد إسرائيل إلى إفشال كل الجهود الدولية الرامية لإنقاذ العملية السلمية. وكانت دمشق قد حددت لفرنسا التي ترأس الاتحاد من اجل المتوسط حاليا مع مصر مجموعة من الشروط لحضورها قمة الاتحاد المقبلة في برشلونة ، وفي مقدمتها إقصاء وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدرو ليبرمان من المشاركة في هذا الموعد ،وصاغت سوريا أسئلة محددة بشأن القمة وعرضتها على الفرنسيين والأسبان بشكل خاص ، وتتمحور حول نقاط عدة أبرزها رفض المشاركة في أية قمة يحضرها ليبرمان. و يشار إلى أن القمة المقبلة للاتحاد من اجل المتوسط الذي تأسس قبل عامين، ويضم 43 دولة تتمثل في دول الاتحاد الأوروبي ال27 ، إضافة إلى تركيا وإسرائيل والدول العربية المطلة على البحر المتوسط، كانت مقررة في السابع من جوان الماضي ، وقد تم تأجيلها بسبب الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة .