أثار عرض مسلسل ''الجماعة''على التلفزيون الفلسطيني مؤخرا والذي تدور أحداثه حول تاريخ جماعة الإخوان المسلمين، ردود فعل غاضبة في الأراضي الفلسطينية، على اعتبار أن بث المسلسل جاء لدوافع سياسية محضة تتناقض مع الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الفلسطينية، في الوقت الذي تستأنف الجهود لتحقيق تلك المصالحة، فيما اعرب المدير العام لتلفزيون فلسطين أحمد حزوري عن استهجانه لهذه الاتهامات، نافيا وجود أي اعتبارات سياسية وراء بث المسلسل. تأتي هذه الضجة بعد تلك التي صاحبت عرض ذات المسلسل على التلفزيون المصري، شهر رمضان الماضي، من قبل المصريين الذين اعتبرواه صفقة أمنية لتشويه سمعة بلدهم قبل الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها يوم 23 نوفمبر الجاري. وقال مدير عام تلفزيون فلسطين احمد حزوري إن تلفزيون فلسطين عرض مسلسل الجماعة لأنه عمل درامي، و''تم التعامل معه من منطلق مهني بوصفه مسلسلا يحقق نسبة مشاهدة عالية لتلفزيون فلسطين'' التابع للسلطة الفلسطينية، مضيفا أن عرض المسلسل ''لقي إعجاب الكثير من المشاهدين، وهذا ما يشكل المعيار المهني الذي نلتزم به''. موضحا أن ''الإخوان'' بوصفها حركة سياسية يتوجب أن يوضع تاريخها تحت المجهر. غير ان الدكتور يحيى موسى، نائب رئيس كتلة حركة حماس البرلمانية، يرى في عرض المسلسل تشويها لتاريخ الإخوان المسلمين ''ويجافي أدنى مستويات الموضوعية والحيادية في تلفزيون السلطة (الفلسطينية)، ويدلل على التوجهات الحقيقية لهذه السلطة''. وأضاف أن عرض المسلسل يدلل على أن ''سلطة رام الله ليست فقط غير جاهزة للمصالحة، بل إن من مصلحتها إبقاء حالة الانقسام''. يعالج مسلسل ''الجماعة'' سيرة الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان التي تعد إحدى أكبر الحركات المعارضة لنظام الحكم الحالي في مصر. وكان أحمد سيف الإسلام البنا نجل مؤسس الجماعة، قد صرح سابقا بأنه رفع دعاوى قضائية لوقف عرض المسلسل في التلفزيون المصري وفضائيات أخرى لأنه يشوه صورة حسن البنا وأسرته.