رمى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد العزيز بلخادم بالكرة في ملعب لجنة الانضباط المركزية للحزب التي وصفها بالحرة والمستقلة، مشيرا إلى أنها ستقدم تقريرها فور الانتهاء من عملها، وفي سياق مغاير دعا الرجل رجال الأعمال المنضوين تحت لواء الجبهة إلى التجند الكامل من أجل المساهمة الفعالة في تجسيد برنامج رئيس الجمهورية من خلال إنجاز المخطط الخماسي 2014/0102 و تجسيده على أرض الواقع. وجاءت تصريحات الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد العزيز بلخادم في كلمة ألقاها بمناسبة عقد الحزب لندوة حول مساهمة نادي رجال الأعمال في إنجاز برنامج رئيس الجمهورية من خلال المخطط الخماسي 2014 - 2010على ضرورة التعاون و التكامل بين القطاع الوطني الخاص و بين المؤسسات الاقتصادية الوطنية للقطاع العام من أجل بناء الجزائر. وفي هذا الصدد رد الرجل على ما أسماه بالحملة الإعلامية على الحزب بالقول ''إن ما تتحدث عنه الصحافة لا يثير أي قلق لديه وان الانشغالات التي لديه لا تسمح له بالنظر إلى مثل هذه السلوكات التي تحاول أطراف استغلالها مع كل تجديد للهيكلة الخاصة بالهيئات القاعدية أو بكل ما يستجد من تطورات ومواعيد هامة للحزب''. وأكد بلخادم انه قد قرر في شهر أكتوبر المنصرم تفعيل دور هذه اللجنة من أجل الشروع فورا في البحث في ملفات وسلوكات الأعضاء الذين ''أخلوا بقواعد الانضباط الحزبي''، موضحا بأن لجنة الانضباط مدعوة ''لمعاقبة كل من ثبتت إدانته طبقا للأحكام الواردة في القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب كالإساءة إلى سمعة الحزب أو مناضليه أو الانحراف السياسي أو مخالفة قواعد العمل الحزبي والطعن في قرارات الهيئات والقيادات خارج الأطر النظامية للحزب''. وعن سؤال حول عودة الحزب إلى صفوف الأممية الاشتراكية قال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أنها ''عودة طبيعية'' لان الحزب انخرط في صفوف هذا التنظيم منذ 1962 حتى سنوات التسعينات. و أضاف في هذا الصدد أن الأممية الاشتراكية هي تنظيم كسائر التنظيمات التي يشارك فيها الكيان الصهيوني مثل الأممالمتحدة أو البرلمان المتوسطي. و أوضح بلخادم في هذا الصدد أن ''عودة الحزب إلى هذا التنظيم لا يعني أن هناك تطبيع لأن الجبهة مازالت ضد التطبيع وضد أي نوع من التعامل مع الكيان الصهيوني. لكن لا بد لصوت حزب جبهة التحرير الوطني أن يسمع في كل المناطق''. وعودة إلى موضوع اللقاء الذي دار حول مساهمة نادي رجال الأعمال في إنجاز برنامج رئيس الجمهورية من خلال المخطط الخماسي 2014 - 2010 أبرز بلخادم ضرورة الوصول إلى الاستغناء عن الاستعانة بالآخرين في تنفيذ المشاريع الكبرى من خلال إعطاء الفرصة واستحداث مؤسسات ومقاولات وطنية تتكفل هي بإنجاز هذه المشاريع. واعتبر أن ''البرنامج الخماسي 2010/ 2014 يراد منه نقل الجزائر من دولة في طريق النمو إلى دولة صاعدة''، مؤكدا أن التركيز منصب على تحقيق هذا المبتغى و الاهتمام بمحاور مثل التنمية البشرية من خلال الرفع من عدد المؤسسات التعليمية في مختلف الأطوار بالإضافة إلى الجامعات باستحداث جامعة أو مركز جامعي بكل ولاية. وأشار الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني في هذا السياق إلى البرامج التنموية التي أطلقها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة منذ سنة ,2000 والتي سعت في مجملها إلى تحقيق تنمية شاملة وأدلة لمختلف مناطق الوطن. و ذكر بلخادم أمام الحاضرين في هذا اللقاء بالفترات الصعبة التي مرت بها الجزائر بداية من الصدمة البترولية في ,1986 معرجا على أحداث أكتوبر ,1988 ثم الأزمة الاقتصادية التي تعرضت لها البلاد و مرورها الإجباري بصندوق النقد الدولي وما تبعه من ضغوطات على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي. من جهته أوضح مختار فيلالي المكلف بأمانة قطاع الأعمال والاتحادات المهنية في الحزب بأن نادي رجال الأعمال المؤسس حديثا من طرف الجبهة يعمل على حشد جهود رجال العلم و أصحاب المال والأعمال للاستثمار في القطاعات الحساسة و الاستراتيجية التي تضمن الاكتفاء الذاتي. كما يعمل النادي-حسب قوله- على إنشاء بنك المعلومات يخص كل العاملين في الحقل الاقتصادي الوطني و في كل مجالات النشاط و سيعمل على تمويل البحث العلمي و التكفل بإنجاز مشاريع المخترعين الجزائريين الناجعة و السعي للانخراط في نادي رجال الأعمال الدولي. و قد عرفت هذه الندوة تقديم محاضرتين حول ضرورة عصرنة و تطوير المؤسسة الاقتصادية الجزائرية، وأخرى حول التنمية البشرية من خلال المخطط الخماسي 2014 - .2010 من جهة أخرى نشط بلخادم بدار الثقافة ''على زعموم '' لمدينة البويرة في نفس اليوم لقاء ضم مناضلي و إطارات الحزب إلى جانب ممثلي المجتمع المدني والحركة الجمعوية وضيوف من الولايات المجاورة. وكرس هذا اللقاء الذي يحمل شعار ''كلنا معا لتجسيد برنامج فخامة رئيس الجمهورية لإنجاح المخطط الخماسي 2010 / 2014 '' لاستعراض و شرح و تبليغ طموحات و أهداف هذا البرنامج و كذا دعم و مساندة رئيس الجمهورية في تجسيده بأبعاده الاقتصادية و الاجتماعية. وتعرض بلخادم بعد ذلك مطولا إلى الآفاق الواعدة للتنمية على المستوى الوطني جراء تجسيد هذا المخطط الثاني الذي يحمل بين طياته كما أشار إليه مشاريع هامة رصد لها مبلغ يناهز 21 ألف مليار دج و الذي يحول الجزائر كلها إلى ''ورشة للمشاريع'' بعدما كانت ''على حافة الإفلاس'' على حد قوله. وبعد التذكير بالعشرية السوداء و كيف استرجعت الجزائر أمنها و كرامتها و مكانتها في المحافل الدولية عرج بلخادم أيضا على إسهام برنامج الإنعاش الاقتصادي في إعطاء دفع جديد لكل المشاريع إلى جانب ما تسنى للدولة من تسديد كل الديون العمومية و حتى بالتسبيق أحيانا فيما تجاوز احتياطي الصرف مبلغ 140 مليار دولار و هو ما يضمن الاستيراد للسنوات الثلاث القادمة و هذا كما أضاف مهما كانت تقلبات سوق النفط بفضل السياسة المنتهجة على حد تعبيره. وسلط الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني من جهة أخرى في وسط حضور حاشد الضوء على جهود الدولة لإعمار البلاد من خلال هذا المخطط الخماسي الجديد لاسيما في المجالات الحيوية كالسكن و الري والفلاحة و النقل و الصحة وغيرها من القطاعات الأخرى. ودعا في ختام تدخله مناضلي الحزب و أعضاء المجتمع المدني و الحركة الجمعوية إلى تضافر الجهود و التعاون من أجل تجسيد و إنجاح البرنامج الطموح لرئيس الجمهورية.