زاد عدد المصابين بالايدز حاليا في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي يضم أغلب الدول العربية والإسلامية كإيران وباكستان وأفغانستان من 18000 في عام 2001 إلى 46000 في عام ,2009 كما تضاعف عدد الإصابات الجديدة وعدد المتوفين بالمرض في الفترة نفسها، بل إن عدد الإصابات الجديدة في هذا الإقليم في 2009 بلغ 75 000 وأخذ يقترب من عدد الإصابات الجديدة في دول أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية مجتمعة 100000، رغم أن هذه الدول تفوقنا عددا وقد سبقتنا بكثير في التعرض للوباء. ارتفع عدد الأطفال المصابين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى 21000 في 2009 وأصبح يزيد بعدة أضعاف عن مثيله في دول أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية كلها 6000 حالة، حسب مقال نشرته صحيفة عكاظ السعودية. أضف إلى ذلك غياب واضح للمعلومات المقدمة للبرنامج المشترك للايدز من أغلب الدول العربية والإسلامية. هذه الدول كانت من آخر الدول تعرضا لوباء الايدز، حيث مازالت باستثناء جيبوتي وجنوب السودان والصومال، من أقل الدول في نسبة انتشار المرض، ولا شك أن طبيعة مجتمعاتها المحافظة ساعدتها على مقاومة انتشار المرض، ولكن الأرقام الموضحة أعلاه تدل على أن الوضع قابل للتغير، بل تغير بالفعل، وأن على هذه الدول مراجعة استراتيجياتها في مكافحة الوباء. وتشتمل طرق الوقاية من الايدز في نشر الوعي بطرق تجنب العدوى لدى الفئة الأكثر تعرضا لخطر الإصابة، وهي الفئة التي تقع أعمارها بين 15 49 عاما، ويشمل ذلك تجنب ممارسة الجنس مع شركاء غير موثوقين والاكتفاء بشريك واحد أو أقل عدد ممكن من الشركاء، الابتعاد عن استعمال المخدرات الوريدية التي تقود إلى تبادل الحقن الملوثة وتوفير حقن معقمة بديلة للمدمنين، استعمال الواقيات الذكرية والمهبلية، الكشف المبكر عن الإصابة بالعدوى وذلك بالتوسع في إتاحة التحاليل المخبرية اللازمة بطريقة طوعية مع حفظ السرية للمصاب، وتوفير العلاج الأمثل والرعاية الصحية والاجتماعية للمصابين. ويعتبر ختان الذكور من الطرق الحديثة التي تمت إضافتها، مؤخرا، إلى أسلحة مكافحة الايدز. وهناك تطلع كبير إلى إضافة وسيلة جديدة للوقاية من العدوى تعتمد على استعمال الكريمات المهبلية المحتوية على الأدوية التي تمنع تكاثر فيروس الايدز، بعد أن بينت النتائج الأولية فعالية هذه الوسيلة. بالإضافة إلى سن القوانين التي تحمي مرضى الايدز من الوصم والتفرقة في المعاملة أو الحرمان من العمل أو الترحيل والقوانين التي تشجع على الكشف الطوعي مع ضمان السرية ومنع الطرق الجبرية للفحص، والتي تعد من الوسائل الفاعلة في مكافحة المرض لأنه يشجع فئة المعرضين للإصابة على التقدم للكشف عن إصابتهم والبحث عن العلاج الفعال عوضا عن التكتم على الإصابة والاستمرار في نقل العدوى لغيرهم. أما الإصابة عن طريق نقل الدم والأعضاء فقد أصبحت شبه منتهية في أغلب الدول التي تحرص على فحص دم التبرع بالطرق المعتمدة. ويؤكد التقرير على الحاجة الماسة إلى زيادة الإنفاق على مكافحة الايدز من قبل جميع الدول خلال المرحلة القادمة. كيف يمكن للدول العربية والإسلامية أن تستفيد من تجربة الآخرين ؟ يجب أن تستفيد من نجاح الآخرين وتركز على استخدام الوسائل التي تم ذكرها والتي أدت إلى هذا النجاح، وإلى زيادة جهودها وإنفاقها لمكافحة الوباء وتوفير العلاج والرعاية للمصابين والتشجيع على فحص كل الأمهات الحوامل لمنع نقل العدوى للمواليد. وحيث إن انتشار المرض بين عامة الناس في هذه الدول لا زال محدودا فمن المهم التركيز على البؤر التي يرتفع فيها معدل الإصابة مثل مدمني المخدرات الوريدية والمساجين والعاهرات والمثليين والقادمين من دول ذات نسب إصابات عالية، بما في ذلك المقيمون غير الشرعيين، حيث إن هذه البؤر تشكل مصادر أساسية لانتقال المرض إلى بقية المواطنين. ومن الضروري إتاحة طرق الفحص الطوعي للجميع وتكثيف الدراسات الإحصائية الدورية واتباع الشفافية في نشر المعلومات. ومن المهم سن وتطبيق القوانين التي تساعد على تجنب الوصم والتعصب ضد المصابين بالفيروس ومن ذلك مراجعة قوانين الفحوص الجبرية واستبدالها بالفحوص الطوعية والتكفل بسرية النتائج ومراجعة أسلوب الإبعاد الفوري والترحيل للأجانب الذين تكتشف إصابتهم، وإتاحة طرق العلاج لهم.