تعتبر الزيارة الرسمية التي بدأها أمس رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى ألمانيا فرصة للبلدين لتحديد مجالات جديدة لتعزيز التعاون الاقتصادي حسب مصدر دبلوماسي. كما أن هذه الزيارة تعكس إرادة الجزائروألمانيا المشتركة في البحث عن إمكانيات أخرى للتعاون والاستفادة أكثر من قدرات البلدين بغرض ''تعزيز ما تحقق لغاية اليوم في ظل علاقة تعرف تطورا مستمرا'' خاصة بعد الزيارة الأولى التي قام بها الرئيس بوتفليقة إلى برلين سنة .2001 وقد أوضح بيان لرئاسة الجمهورية أن هذه الزيارة ستسمح لقيادة البلدين بتقييم العلاقات الثنائية ودراسة سبل إرساء ديناميكية جديدة تتكيف مع القدرات الاقتصادية للبلدين. كما ستكون فرصة لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك والقضايا الدولية وكذا النظر في إمكانيات كل طرف في المساهمة في الأمن والسلم في العالم وفي الدول الأورو متوسطية خاصة حسب بيان الرئاسة. ومن جهة أخرى أفاد مصدر دبلوماسي أن هذه الزيارة الثانية تأتي في مرحلة تعرف فيها العلاقات بين الجزائروبرلين ''تطورا معتبرا من حيث النوعية والكثافة'' خاصة خلال السنوات الأخيرة كما أشار نفس المصدر. ويترجم هذا التطور في تبادل الزيارات على أعلى مستوى بين البلدين منها زيارة الرئيس الفدرالي السابق السيد هورست كوهلر للجزائر سنة 2007 والزيارة المماثلة التي قامت بها المستشارة السيدة انجيلا ميركل سنة .2008 إن الإرادة السياسية المشتركة والمصالح الاقتصادية والجيوستراتيجية للجزائر وألمانيا ''تبقى مواتية لتعزيز التبادل الاقتصادي والتعاون المشترك في العديد من القطاعات المربحة رغم الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية. وفي هذا الصدد أشار المصدر إلى أن عدم وجود خلافات بين البلدين إضافة إلى ''الوضعية المالية المريحة'' للجزائر تسمح بالاستفادة من كل عناصر التكامل التي تميز اقتصاد الجزائروألمانيا. وقد أبدى المتعاملون الألمان ''اهتماما شديدا'' لتطوير العلاقات مع نظرائهم في الجزائر في مجال الطاقة المتجددة وتكنولوجيات البيئة والبناء وتصليح النقل البحري والنقل والمنشآت والصناعة الكيميائية. كما عبرت العديد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الألمانية عن رغبتها في المساهمة في إنجاز العديد من المشاريع التي تضمنها المخطط الخماسي 2010-2014 خاصة فيما يخص السكن والطرقات، علما بأنه قد حل بالجزائر خلال هذه السنة فقط أربعة وفود من رجال الأعمال يمثلون الولايات الفدرالية الألمانية. ومن جهة أخرى يفيد المصدر الدبلوماسي أن حجم المبادلات التجارية بين الجزائروألمانيا قد عرف خلال سنتي 2008 و2009 مستوى ''معتبرا'' إذ بلغ على التوالي نسبة 32ر1 مليار دولار و 76ر2 مليار دولار. أما فيما يخص سنة 2009 فقد بلغ حجم المبادلات التجارية نسبة 96ر2 مليار دولار أي بنسبة ارتفاع بلغت 7 بالمئة كما تم في نفس السنة تسجيل انخفاض ''ملموس'' في حجم صادرات الجزائر الى ألمانيا بنسبة -109 مليون دولار. وخلال السداسي الأول من سنة 2010 توضح الإحصائيات أن ألمانيا قد احتلت المرتبة الرابعة بين الدول المصدرة للجزائر بقيمة تقدر ب 276ر1 مليار دولار أي أقل ب 9ر12 بالمائة مقارنة بنفس السنة خلال السنة الماضية. وتبدي ألمانيا التي تعد رائدة في الطاقات الجديدة اهتماما كبيرا بمشروع آخر هو ''ديزرتك'' قيمته 400 مليار دولار وهو حاليا قيد الدراسة ويهدف إلى استغلال الطاقة الشمسية الجزائرية لإنتاج الطاقة البديلة.