أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال مراجعته لإستراتيجية الحرب في أفغانستان، عن أن قواته حققت تقدما عسكريا وسياسيا هناك في هذه البلاد المحتلة رغم التحديات الصعبة التي يواجهها القوات الأمريكية والتي حدت من تحقيق مكاسب ملموسة على أرض الواقع. وقال اوباما إنه سيعلن في المرحلة القادمة عن إستراتيجيته في خطة سحب القوات الأمريكية من أفغانستان خلال الصيف المقبل، مشيرا إلى أن جنوده حققت تقدما كبيرا في المعارك ضد طالبان، بالرغم من وجود تحديات كبرى في هذه الحرب المستمرة منذ تسع سنوات.وأصدرت الاستخبارات الأمريكية تقريرا للرئيس الأمريكي لإبلاغه عن الصورة الحقيقة للأوضاع العسكرية والسياسية في أفغانستان بالإضافة إلى وضع خطة إستراتيجية لسحب القوات الأمريكية من هناك في الصيف المقبل.وتشير بعض المصادر الأمريكية إلى أن السؤال الأهم المطروح حاليا في الولاياتالمتحدة هو ما عدد الجنود الأمريكيون الذين سيقرر أوباما سحبهم من ساحات القتال في أفغانستان، وهل يرجع حديث اوباما في الحديث عن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان إلى اقتراب الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة. وأشارت المصادر إلى أن الإدارة الأمريكية فشلت في الاعتماد على قبائل عرقية مثل البشتون في كسب المعركة بأفغانستان، بالإضافة إلى فشلها في تحقيق الأهداف العسكرية التي كانت تهدف اليها، وهو ما يجعل هذه الإدارة سوف تلجأ في الاعتماد على قبائل عرقية أخرى مثل قبائل الطاجيك. من جهة اخرى أعرب وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس عن تفاؤله إزاء مسار الحرب في أفغانستان، إثر الكشف عن المراجعة التي أجراها البيت الأبيض حول الحرب في ذلك البلد.وقال ''خلاصة الأمر أن التقدم العسكري الذي تحقق في أفغانستان منذ وصول التعزيزات الأمريكية الأخيرة، قد فاق التوقعات''. وأعرب جيتس عن اعتقاده بإمكانية تحقيق ذلك الهدف ونقل المسؤولية الأمنية إلى الشعب الأفغاني، غير أنه ربط ذلك بمستوى ما يتحقق على الأرض من مكاسب. وشدد جيتس على ضرورة التعاون الوثيق مع باكستان لتحقيق الهدف المنشود. وقال ''أعتقد أن تعزيز علاقاتنا على المدى الطويل مع الباكستانيين سيكسبهم مزيدا من الثقة ورغبةً قوية في اتخاذ إجراءات تخدم مصلحة البلدين''. وتشير المراجعة الأمريكية إلى إمكانية البدء بسحب القوات الأمريكية تدريجيا من أفغانستان بحلول جويلية المقبل.