أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على ضرورة إنشاء المزيد من المدارس العليا المتخصصة في قطاع التعليم العالي، تكون موجهة أساسا لسد حاجيات بعض القطاعات، وتصحيح الاختلال الموجود في سوق الشغل، حاثا الوزارة الوصية في نفس الوقت على مواصلة تكثيف برامج التوأمة مع الجامعات الأجنبية لتمكين الطلبة من الاطلاع على المعارف والخبرات التي توفرها هذه الجامعات. وقال بوتفليقة خلال اجتماع مصغر جمعه مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي رشيد حراوبية في إطار جلسات الاستماع الرمضانية، أنه يتعين إنشاء المزيد من المدارس العليا المتخصصة لسد النقص والعجز المسجل حاليا في بعض التخصصات في الكثير من القطاعات خصوصا في سوق الشغل، وهو الأمر الذي كان بوتفليقة يلح عليه دائما ويرى فيه العائق الأكبر الذي يواجه سياستة الوطنية للتشغيل ومحاربة البطالة، موضحا أنه ينتظر من الجامعة دعما في بروز هذه المعاهد المتخصصة في أقرب الآجال. وأضاف بوتفليقة أنه يتعين على الحكومة اتخاد كل الإجراءات الضرورية وبذل المزيد من الجهد من أجل رفع قدرات الاستيعاب في الجامعات تحسبا للمواسم الجامعية المقبلة التي قال إنها ستشهد ارتفاعا كبيرا في عدد الطلبة الجدد سيصل إلى حدود المليوني طالب قبل حلول ,2010 مذكرا بالتوقعات قبل سنوات التي كانت تشير إلى بلوغ رقم مليون طالب قبل نهاية هذه العشرية رغم تشكيك البعض، وتم بلوغ الرقم حتى قبل انتهاء الأجل، الأمر الذي يستوجب حسبه من الحكومة الاستعداد ومن الآن لاستقبال الأعداد الهائلة من الطلبة الجدد في أحسن الظروف، ومراعاة التغييرات في نسبة النجاح في شهادة البكالوريا. واعترف بوتفليقة الذي أبدى ارتياحه لمسيرة الإصلاحات التي باشرها القطاع منذ خمس سنوات، بوجود بعض النقائص والصعوبات في مجالي التأطير البيداغوجي وهياكل الإيواء إلا أن ذلك لا يجب أن يثني - حسبه - الجامعة الجزائرية على رفع ما أسماه بتحدي الأرقام من أجل بلوغ الأهداف المسطرة وتجسيد الخيار الإستيراتيجي المتمثل في دمقرطة التعليم. وفي سياق آخر قال بوتفليقة إنه على الشباب الجزائري أن يعتز ويفتخر لأن الجزائر الدولة الوحيدة في العالم التي تضمن إيواء دائما لأزيد من 50 بالمائة من طلبتها وتدفع منحة لأكثر من 80 بالمائة منهم، معتبرا الأمر بمثابة تضحيات جسام تبقى دينا في أعناق الطلبة تجاه بلدهم. وفي سياق التعليمات التي وجهها لحراوبية، أمر بوتفليقة بالعمل على مواصلة التطبيق الصارم لنظام ''ليسانس ماستر دكتوراة'' في التعليم العالي، والذي قال إنه اتخذ بعدا عالميا . كما أمر أيضا بضرورة مواصلة عمليات تكوين ورسكلة الأساتذة وتعميم استعمال الإعلام الآلي وتكنولوجيات الاتصال الحديثة للوصول إلى ترسيخ مجتمع المعلومات. تجدر الإشارة إلى أن قطاع التعليم العالي قد استفاد من اعتمادات مالية ضخمة هذه السنة إذ تم رفع ميزانية التجهيز 6 أضعاف في ظرف 6 سنوات حيث ارتفعت من 11 مليار دينار سنة 2000 إلى 66 مليار دينار سنة ,2008 وكذا رفع ميزانية التسيير من 39 مليار دينار إلى 129 مليار دينار سنة ,2008 إضافة إلى الغلاف المخصص للخدمات الجامعية الذي وصل إلى 55 مليار دينار بعد أن كان في حدود 16 مليار دينار سنة .2000