دعا نور الدين بن براهم كافة المنخرطين في الحركة الكشفية عبر الوطن الى نبذ العنف ونشر ثقافة السلم في المجتمع من خلال الاحتكاك المباشر مع الشباب غير المؤطر الذي أصبح يختار العنف كوسيلة للتعبير عن تذمره من المجتمع وهو ما كشفته الاحتجاجات الأخيرة التي ساهمت الحركة الكشفية في التقليل من خطورتها بتكاثفها في مختلف مناطق الوطن. كشف القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية نور الدين بن براهم عن استعداد المنظمة للالتفاف حول الشباب الجزائري من خلال تركيزها على دور الكشافة الجزائرية في تأطير الشباب وتوعيتهم بضرورة الابتعاد عن العنف وكافة أشكال الآفات الاجتماعية الأخرى التي تنخر يوميات الشباب الجزائري حيث ذكر بأرقام الديوان الوطني للمخدرات والتي أظهرت للأسف انتشار تعاطي المخدرات وسط أكثر من 300ألف شخص بالجزائر وهو رقم كبير يبين مدى استفحال هذه الظاهرة الخطيرة في المجتمع الجزائري كما تبين أرقام مصالح الشرطة والدرك الى تفضيل الشباب اللجوء للعنف للتعبير عن غضبهم وأكبر دليل على ذلك ما حصل مؤخرا في ملعب 5جويلية من تحطيم وأعمال شغب بسبب مباراة في كرة القدم جاءت نتيجة مخالفة لما يريده المناصرين وقد أخذ الشباب العنف وسيلة للتعبير عن انشغالاته ومطالبه وحتى لا تلتصق هذه العادة السيئة بالشباب أكثر وهو الامر الذي دفع الكشافة الجزائرية للدعوة كافة أعضائها والمقدر عددهم ب120الف منخرط كشفي الى الاحتكاك بشباب المنطقة التي ينتمون إليها وتوعيته بضرورة البحث عن وسائل أكثر سلما للتعبير عن مطالبهم والابتعاد عن العنف والتكسير الذي يزيد من تعقيد المشكلات أكثر بل ويضاعف من خطورة إدخال الشاب في متاهات أكثر خطورة من التي كان يعاني منها. مواقع التواصل الاجتماعي متهمة أيضا ركز بن براهم على ضرورة ترشيد الشباب لخطورة الأفكار التهديمية التي يروجها بعض الاشخاص المجهولين على شبكات التوصل الاجتماعي مثل الفايس بوك والتويتر والتي أظهرت مدى قدرتها على تعبئة عدد كبير من الشباب في وقت قصير بالإضافة الى قدرتها على ترويج أفكار مخالفة للقوانين على حد تعبير بن براهم ودعا في هذا الخصوص الشباب المنخرط في هذه المواقع الى أخذ الحيطة والحذر من المندسين بينهم بأسماء و بهويات مزيفة لنشر ثقافة العنف وتعبئة الشارع لخدمة أهدافهم الشخصية والترويج لأفكار هدامة وأوضح بن براهم ان غياب الدور الفعال ل 81الف جمعية عبر الوطن في الأحداث الأخيرة لا يعود الى قلة احتكاكها بالشباب الجزائري بل لانعدام التنسيق فيما بينها وتبادل الخبرات للالتفاف السريع حول أي مشكل طارئ قد يحصل في المجتمع الجزائري والأحداث الأخيرة بينت الغياب غير المبرر للجمعيات وعدم التفاف الشباب حولها لكن بن براهم أكد ان بإمكان مختلف الجمعيات ان تساهم في تقليل مظاهر العنف وسط الشباب من خلال تركيز رسائلها بصفة مباشرة على فئة الشباب الذي يمثل النسبة الأكبر والثروة الأهم للمجتمع الجزائري قبل البترول. لكل مدرسة فوج كشفي دعا بن براهم وزراة التربية الى انشاء أفواج كشفية يؤطرها الأساتذة عبر مختلف مدراس الوطن للحد من ظاهرة انتشار العنف ولتقريب نشاطات الكشافة الجزائرية الإسلامية من الاطفال بالعودة الى مبادئها الأساسية المبينة بشكل أساسي على التربية السليمة والأخلاق الحميدة وهو ما سيساهم في نشرها وسط الاطفال بصورة مبكرة وقد أثبتت التجارب أن تلقين مبادئ التربية والاحترام للأطفال في سن مبكرة تجعلها أكثر قدرة على الاستمرار معه الى مراحل متقدمة من حياتهم ودعا المتحدث وزارة التربية لتخصيص ساعة من وقت التلاميذ للحديث عن نبذ العنف وسط المجتمع وهو ما سيساهم في توعية أكبر قدر ممكن من الاطفال والمراهقين الذي شاركوا للأسف في الاحتجاجات الأخيرة بشكل كبير وهو مبرر إضافي للتقرب بصفة خاصة من هذه الشريحة التي وجدت نفسها في قلب العنف سواء من خلال اشتراكها في العنف سواء في الملاعب او في الاحتجاجات على السكن ومختلف المشاكل الاجتماعية الأخرى وهو ما دفعنا الى تجنيد مختلف أفواجنا الكشفية للالتفاف حول الاطفال والمراهقين كما حصل مؤخرا مع الفوج الكشفي التابع لمدينة الأربعاء بولاية البليدة والذي ساهم في تهدئة ثورة شباب المنطقة الى حد كبير كما قام فوج المسيلة بنفس الدور وحقق نتائج جيدة وهو ما دفعنا الى تعميم التجربة عبر كافة الأفواج الكشفية المنتشرة عبر الوطن فأضل من يمكن أن يقدم مساعدة مباشرة للشاب وبطرقة بسيطة هو الشاب الذي ينحدر من قريته او حيه او من نفس عمارته وهو ما وجدناه أكثر نفعا من أي مساعدة أخرى قد تقدم للشباب في الوقت الحالي.