كثفت المستشفيات والمراكز الصحية الوطنية من تلقيح الأطفال ضدّ بكتيريا الهيموفليوس الأنفلونزي (ب)، وجرى إدخال هذا اللقاح ضمن الرزنامة المحلية للتلقيح الموجه للأطفال الذين بلغ سنهم الثلاثة أشهر وما فوق، من أجل الاعتناء بشكل أكبر بصحة الأطفال وحمايتهم من أمراض خطيرة بل قاتلة مثل التهاب السحايا والتهاب الرئة البكتيري. وتنتقل بكتيريا ''الهيموفليوس الأنفلونزي'' (ب) عن طريق الإفرازات التنفسية، حيث تنتشر العدوى أثناء سعال وعطاس المريض الذي يقذف قطيرات في الهواء فيستنشقها آخرون، ولوحظت أعراض خطيرة في 28 بالمائة من حالات التهاب السحايا بالهيموفليوس الأنفلونزي مثل فقدان السمع (20 بالمائة)، اضطرابات في النطق (15 بالمائة)، التأخر الذهني (11 بالمائة) والتأخر في التطور الحركي ب(7 بالمائة). وقال الدكتور جمال فورار في لقاء صحفي، إنّ اللقاح الجديد سيستخدم على ثلاث جرعات لصالح الأطفال الذين يبلغون 3 أشهر يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول القادم، وكذا بعد إتمامهم شهرهم الرابع، ثمّ عند وصولهم إلى عتبة الشهر الخامس، علما إنّ تلقيحا إضافيا سيطال عموم الأطفال عند بلوغهم سن 18 شهر. ويوضع هذا اللقاح في نفس الحقنة التي بها اللقاح المضاد للخناق والكزاز والسعال الديكي، وأوضح أطباء أنّ اللقاح المذكور هو الأكثر استعمالا في العالم ويعطي نتائج أحسن بعد الحقنة الثالثة، من جهتها، صرحت مسؤولة برنامج التلقيح الدكتورة ''ليلى بمبرمو'' أنّ بكتيريا ''الهيموفليوس الأنفلونزي'' تعتبر السبب الرئيسي في وفيات الأطفال الذين يقل سنهم عن 5 أعوام عبر العالم، مشيرة إلى إحصاء 52 بالمائة من حالات الوفيات لدى الأطفال بسبب إصابتهم بالتهاب السحايا مصدرها هذه البكتيريا التي قد تسبب أمراضا خطيرة أخرى سيما عند الاطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 4 إلى 18 شهرا. وبشأن تأثير التهاب السحايا البكتيرية المتقيحة في الجزائر، فقد سجل تراجعا معتبرا بحسب مراجع طبية، إذ انتقل من 1ر7 حالة لكل 100 ألف ساكن سنة 2000 إلى 8ر1 حالة لكل مائة ألف ساكن العام الماضي، مع الإشارة أنّ 9ر23 بالمائة من حالات التهاب السحايا المتقيحة ترجع إلى بكتيريا الهيموفليوس الأنفلونزي (ب).