وصفها السكان بأنها الأقوى والأغزر في تاريخ المدينة والتي لم يسبق لها مثيل، فقد شهدت مدينه الأبيض سيد الشيخ منذ ثلاثة أيام تهاطل أمطار طوفانية عليها وعلى المناطق المجاورة لها ودفعت بالعديد من السكان إلى قضاء ليله الجمعة إلى السبت في العراء خوفا من الأسوأ، وقد قدرت مصالح الأرصاد الجوية المحلية كمية الأمطار المتساقطة ب40 ملم، ونظرا لهشاشة البناءات بالمنطقة فقد أصيبت إصابات بالغة. وقد تسببت الأمطار ومياه الأودية الجارفة في حدوث العديد من الخسائر الملموسة، بسبب ما أكده السكان انهيار ''سد سعيد وهاب'' الواقع إلى الشمال من المدينة الذي شيد منذ سنوات الثمانينيات لحماية المدينة من سيول الأمطار والأودية خاصة الواد الغربي والواد الظهراني لينجم عن ذلك لحد الساعة وحسب خلية الأزمة المشكلة بعين المكان من قبل والي الولاية الذي تنقل الى المدينة على جناح السرعة وقضى بها ليلة الجمعة الى السبت فيضان مياه الاودية وقطعها للطريق الرابط بين المدينة وعاصمة الولاية. وقد عاين السيد الوالي حجم الاضرار التي تعرض لها السكان خاصة القاطنين بحيي القصر الغربي والاستقلال البوابتين الرئيسيتين للواد الغربي الذي حطم السد السالف الذكر، ففي حي القصر الغربي وصل علو الماء الذي غمر سكنات المواطنين الى 3 امتار وتطلب الوضع تدخل عناصر الحماية المدنية لإجلاء السكان وأنقذهم من موت محقق عبر الشاحنات والرافعات، وقد جرفت المياه رضيعا صغيرا عثر عليه فيما بعد معلقا بشجرة كما أن 30 عائلة من الحي نقلت الى المركز البيداغوجي للمعوقين لقضاء ليلتها، فيما لازال المستشفى الرئيسي بالمدينة محاصرا بالمياه التي غمرته، كما أن ثلاث ابتدائيات، متوسطة وثانوية هي الاخرى محاصرة وانقطع تلامذتها عن الدراسة. وتحاول خلية الازمة التي يشرف عليها والي الولايه شخصيا احتواء الازمة والتقليل من الأضرار وتقديم العون للمواطنين والتي قامت بإجلاء 105 عامل صيني بالمؤسسة المكلفة بإنجاز مؤسسة عقابية بالمدينة من موت حقيقي بعد أن حاصرهم الواد الغربي بمكان عملهم على مشارف المدينة والذي ايضا جرف شاحنة لحسن الحظ نجا ركابها. ولازال لحد كتابة هذه الأسطر السكان بكل مناطق المدينة يصارعون المياه التي غمرت كل المساكن دون استثناء ولكن بنسب متفاوتة، كما ان المدينه شبه محاصرة وطرق الوصول اليها عبر الطريقين الولائيين 56 و59 غير ميسرة لفيضان الأودية التي تشل حركة المرور على غرار واد الوتد، الغربي والظهراني. هذا ويخشى السكان الأسوأ بعد إعلان مصالح الأرصاد الجوية المحلية عن قدوم سحب راعدة إلى غاية يوم الثلاثاء القادم مما سيضاعف معاناتهم بالتأكيد.