أم لستة أطفال من بينهم معاقتان واحدة حركيا والثانية مصابة بتريزوميا ,21 تقاذفتها رسائل الأطباء لعلاج ابنتها المعاقة حركيا يمينا وشمالا في رحلة بين المصحات العقلية ومستشفيات النهار، انتهت بها إلى طرق أبواب ''الحوار'' لطرح معاناتها على وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات ''سعيد بركات'' للتدخل ومساعدتها لتلقي العلاج اللازم في أحد المستشفيات بقطاعه. هي السيدة ''بن عبد الله حدة'' مطلقة وأمّ لستة أطفال كانوا ثمرة زيجتين فاشلتين كما قالت عنهما، فعواقب الطلاق لازالت تلحق بأبنائها إلى غاية اليوم، فتبعاته على المستوى الاقتصادي أدى ومنذ سنتين إلى إصابة ''لوني رتيبة'' بإعاقة حركية سببها تمزق على مستوى الدماغ. حالة رتيبة تزداد سوءا ''رتيبة لوني'' ذات ال 32 ربيعا تقول والدتها السيدة ''بن عبد الله'' إنها أصبحت جثة هامدة دون حراك ولا كلام وكأنها في حالة غيبوبة إلا أنها ليست كذلك، وحالتها تزداد سوءا بتقدم الأيام وبقائها دون عناية طبية، فقد أصيبت ''رتيبة'' بأزمة نفسية حادة عقب تعرض العائلة للطرد من محل إقامتها وباتت تتأزم بتوقفها عن تناول الطعام والكلام إلى أن بلغ بها الأمر إلى عدم القدرة على الحركة. عرضت ''رتيبة'' على مجموع من الأطباء لم يتمكنوا بادئ الأمر من تشخيص حالتها بدقة وقرروا أن علاجها الوحيد يتطلب الراحة بقضاء بضعة أيام في مصحة للعلاج النفسي، وبدل أن توجه إلى مثل هذه المصلحة تم إلحاقها بمستشفى الأمراض العقلية البليدة حيث أمضت بضعة أيام اكتشف خلالها الفريق الطبي هناك أن حالتها لا تستدعي تواجدها بهذا المشفى وإنما الخضوع لعملية جراحية على مستوى الدماغ لمعالجة التمزق، فتم إخراجها منه لتتوجه بها والدتها مباشرة إلى المنزل بعدما فشلت في إخضاعها إلى العملية، فبقي وضعها الصحي يسوء وأصيبت فيما بعد بتشنج في العضلات، حيث تجد والدتها صعوبة كبيرة في إطعامها مقتصرة على مأكولات سائلة فقط لأنها لا تقوى على تحريك فكيها. ''حدة'' فقدت الأمل ''خولة'' 8 سنوات مصابة بالتريزوميا ,7 .21 أشخاص من بينهم معاقتان يعيشون في غرفة واحدة، طليقان لا يدفعان نفقة أبنائهما، إصابة ''رتيبة'' بالإعاقة الحركية، مصاريف ضخمة للأدوية وإجراء صور الأشعة في العيادات الخاصة، مجموعة واسعة من المشاكل أفقدت السيدة ''حدة'' الأمل في الحياة والإيمان بقدرة الله على فك كربها، فحاولت الانتحار كطريقة للهروب من الدراما التي تتخبط فيها العائلة بكاملها، غير أن المحاولة كانت فاشلة. ففي لقائها ب''الحوار'' أكدت الأم المنهارة نفسيا أنها باتت تجد صعوبة في العناية بمعاقتين والوقوف على احتياجاتهما اليومية، فإخوتهما جميعهم متمدرسون أما هي فتعمل كعون نظافة بمستشفى البليدة ما يجبرها على ترك المعاقتين بمفردهما في المنزل طيلة النهار دون مراقبة شخص سوي لهما يعمل على مساعدتهما. فحالة الصغيرة ''خولة'' تستدعي وضعها في مركز خاص تلقى فيه رعاية مناسبة لإعاقتها بدل بقائها اليومي وحيدة ودون رقابة بالمنزل ما يشكل خطورة عليها ويزيد من تأخرها الذهني، أما ''رتيبة'' فتحتاج إلى إجراء جراحة على مستوى الدماغ تستعيد من خلالها عافيتها وتعود إلى الحياة الطبيعية التي كانت تحياها قبل سنتين، وهذا لن يتحقق للفتاتين حسب ما قالته والدتهما السيدة ''بن عبد الله'' إلا بتدخل من وزير الصحة شخصيا بإعطائه أمرا لإخضاعها للجراحة في أحد الهياكل التي يتوفر عبها قطاعه.