نظمت مظاهرة وطنية أمس السبت بمدريد للمطالبة بتصفية الاستعمار واستقلال الصحراء الغربية بدعوة من التنسيقية الإسبانية للجمعيات المتضامنة مع الشعب الصحراوي وأرضية الفنانين ''جميعا من أجل الصحراء الغربية'' التي تضم عدة ممثلين عن عالم السينما وأشهر الفنانين الإسبانيين. المظاهرة التي انطلقت ظهر السبت بوسط العاصمة الإسبانية قبل الوصول أمام وزارة الشؤون الخارجية بمشاركة مناضلين عن عدة جمعيات لدعم الشعب الصحراوي من جميع مناطق إسبانيا. وجاء في بيان للتنسيقية الإسبانية للجمعيات المتضامنة مع الشعب الصحراوي نشرته عشية هذه المظاهرة أنه ''منذ أكثر من ثلاثة وثلاثين سنة يحتل الجيش المغربي أرضا توغل فيها بالقوة: الصحراء الغربية (...) والمغرب لا يزال مستمرا في رفض تطبيق لوائح منظمة الأممالمتحدة الرامية إلى استكمال مسار تصفية الاستعمار''. وصرح المنظمون أن هذه المسيرة تهدف إلى التنديد بالذكرى 33 للتوقيع على الاتفاقيات ثلاثية الأطراف لمدريد (14 نوفمبر 1975) الذي تنازلت من خلالها إسبانيا على الصحراء الغربية المستعمرة الإسبانية لصالح المغرب وموريتانيا. واعتبرت التنسيقية الإسبانية للجمعيات المتضامنة مع الشعب الصحراوي التي أدانت الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من طرف المغرب أنه ''من غير الصعب التوصل إلى حل النزاع في الصحراء الغربية طبقا للقانون الدولي، بل يكفي فقط تنظيم استفتاء تقرير المصير حر وديمقراطي ونزيه''. كما أبرزت التنسيقية في بيانها ''لا يتعلق الأمر بنزاع عرقي ولا ديني ولا بين شعبين من أجل تراب واحد بل إنه حالة واضحة لاحتلال غير قانوني لأرض باستعمال القوة''. وجاء في ذات البيان ولهذا ''علينا التنديد بشدة بتصرف الدولة الإسبانية وعلاقاتها التفضيلية مع المملكة المغربية''، مضيفا أنه ''على إسبانيا بصفتها قوة مسيرة ومسؤولة سياسيا وقانونيا عن المأساة التي لازال يعيشها لحد اليوم الشعب الصحراوي أن تساهم بطريقة نزيهة للتوصل إلى حل عادل ونهائي للنزاع الصحراوي''. ومن جهة أخرى أدانت التنسيقية تصرف الاتحاد الأوروبي الذي اقترف ''فعلة منافية للشرعية الدولية'' من خلال توقيعه مع المغرب على اتفاق صيد يدرج ''بشكل غير قانوني'' المياه الإقليمية للصحراء الغربية. وأضافت التنسيقية في بيانها هذا الاتفاق جاء ليضاف للاستغلال غير القانوني للثروات الطبيعية للشعب الصحراوي الذي يقر القانون الدولي بسيادته التامة عليها''. للتذكير فقد قاد المظاهرة مسؤولون صحراويون وممثلون عن الحركة المتضامنة مع القضية الصحراوية، إضافة إلى عدة فنانين من بينهم خافيي بارديم وروزا ماريا ساردا وفيرونيكا فوركي ولولا هريرا وخوليو موديم وكارميلو غوميز وويلي توليدو الذين يواصلون جمع التوقيعات حتى تعترف ''الحكومة الإسبانية بالصفة الدبلوماسية لجبهة البوليزاريو كخطوة أولى للاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية''.