هل تحولت الجزائر إلى شماعة يعلق عليها النظام المغربي إخفاقاته الداخلية والخارجية ؟ . كل المؤشرات تدل على ذلك بل وتشير إلى أن القصر الملكي لم يعد له شغل ولا مشغلة سوى ''فبركة '' التهم للجزائر التي يحاول من خلالها إخماد حالة الانفجار الداخلية التي تتهدده جراء الأزمة الاجتماعية . فبعد أن قايض المغرب في سنوات منتصف التسعينات أوروبا وقبض من وراء اتهام الجزائر بتصدير الإرهاب فيما عرف بحادثة مراكش ، مبالغ ضخمة من خلال استعماله للورقة الأمنية لتبرير فرض التأشيرة ، هاهو جلالته يعمل على تخويف دول الجوارمن خلال اتهام الجزائر بأنها تريد '' تجويع '' الشعب المغربي تارة و ب '' بلقنة '' منطقة المغرب العربي تارة أخرى . وتأتي خرجات محمد السادس متتالية ،مما يدل أنها ليست مجرد تصريحات مناسباتية ،بل تندرج في سياق حملة يرتب لها القصر الملكي بجدية تحت شعار '' إكذب إكذب ...حتى يصدقوك '' . وقد يكون جلالته غضب من الجزائر لكونها لم '' تقل شبيك لبيك '' لدعوته بخصوص فتح الحدود البرية المغلقة منذ 94 . وقد تكون حالة الثوران التي تميز تصريحات مختلف المسؤولين المغاربة في الآونة الأخيرة تعبر عن مرارة الإخفاق الذي منيت به ديبلوماسيته أمام النجاحات التي حققتها القضية الصحراوية في المحافل الدولية والتي كان آخرها اعتراف رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن '' الاستقلال الكامل للصحراء الغربية هو الحل الوحيد للنزاع '' . لكن لا يمكن فهم طول لسان محمد السادس إزاء الجزائر خارج إطار الأزمة الخانقة التي يواجهها القصر الملكي وعدم قدرته على مواجهة المتطلبات المطروحة من قبل الشعب المغربي ، ولذلك فهو يحاول أكل الشوك ب '' حناك الجزائريين '' ، وهو ما لا يرضاه أحد منا، بل يرد على ذلك سواء بلغة الدبلوماسية أو بلغة الشارع عندنا لنقول له '' يا و فاقو ''. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أنه بالرغم من أن المغرب مستفيد على طول الخط من الجزائر لكون الميزان التجاري يرجح لفائدته ، فهو يعد المتعامل رقم واحد بالنسبة للجزائر في إفريقيا ، إلا أنه مع ذلك ''يأكل الغلة ويسب الملة'' ، وهو بذلك لا يختلف عن الذي مددنا له كف اليد فأراد أن يأخذ الذراع كاملا .