يسجل قسم استعجالات الكسور بمستشفى مصطفى باشا الجامعي أكبر نشاط له خلال فصل الشتاء، بارتفاع أعداد الحالات التي تقصد المصلحة لوضع الجبس، حسب ما أكده أحد المسؤولين بهذه الأخيرة، موضحا أن جل الحالات التي يستقبلها القسم إضافة إلى ضحايا حوادث المرور وعمال ورشات البناء نجد النساء اللواتي ترتدين الكعب العالي في الأيام الممطرة تتصدرن قائمة الفحوصات. تعرف استعجالات الكسور تزايدا لا مثيل له في عدد حالات المصابين بالكسور خلال فصل الشتاء ليتجاوز 35 حالة يوميا 75 بالمائة منها نساء، هذا ما علمته ''الحوار'' لدى تقربها من المشرفين بعين المكان والذين أكدوا أنهم يؤدون خلال هذه الفترة ضعف العمل في بقية أيام السنة، فيستقبلون في اليوم الواحد ما قد يستقبلونه على مدار يومين وأحيانا ثلاثة أيام من الحالات في ظروف مغايرة. الكعب العالي المتهم الأول كشف أحد الأطباء بالقسم أن الأمطار وسوء الأحوال الجوية واهتراء طرقات وشوارع العاصمة ليست السبب الوحيد ولا الرئيسي في تزايد الإصابات بالكسور والالتواءات على مستوى الأطراف السفلية، فحتى وإن كانت كذلك بالنسبة للرجال من عمال الورشات والسائقين المتهورين فهي غير مذنبة نوعا ما في أن يكون 75 بالمائة من الحالات نساء تتراوح أعمارهن ما بين 17 و45 سنة من الحريصات على العناية بأناقتهن ولو كلفهن ذلك صحتهن، أضاف المتحدث، فنحن نطرح نفس السؤال على كل النساء اللواتي يتم تحويلهن من قسم الاستعجالات العامة إلى قسمنا كيف تأذين، فيكون الرد دائما نفسه''سقطت''، أما سبب وكيفية السقوط فهي في الغالب ارتداء الكعب العالي، بحيث يتسبب في إصابات متراوحة الخطورة من التواءات بسيطة وصولا إلى الكسور مرورا بخروج العظام عن مسارها الطبيعي. ونحن بالمصلحة دعانا هذا الطبيب إلى التحدث مع إحدى الحالات كانت متواجدة بقاعة تركيب الجبس، تعرضت للسقوط بسبب الكعب العالي الذي كانت تنتعله في هذا اليوم الممطر. للوهلة الأولى ظننا أن إصابة هذه الشابة البالغة من العمر 23 سنة ستكون على مستوى الكاحل، لكن تبين حسب ما أوضحه الأطباء أنها أخطر حيث أصيبت على مستوى الركبة ما يتطلب بقاءها بالجبس لمدة 45 يوما، وبالرغم من الألم الشديد أجابت هذه الآنسة عندما سألنها هل ستتخلى عن الكعب العالي مستقبلا أنها لا تستطيع المشي بحذاء من دون كعب حتى وإن تعرضت لنفس الحادثة مرة أخرى. تزايد في الإصابات ونقص في التجهيزات تشهد هذه المصلحة اكتظاظا كبيرا في هذه الفترة ما يعني استهلاكا واسعا لعدة التجبيس من ضمادات غازية وقطن وجبس، فتند الكمية الموجودة بالمصلحة بسرعة البرق، ما يضطر الأطباء إلى طلب إمدادهم باستمرار بكميات إضافية من المخزن الرئيسي للمستشفى، ويحدث أن يتعطل توصيل الطلبيات خاصة إذا تزامنت مع نهاية الأسبوع، ما يضطر الفريق العامل على التقليل من الكميات الواجب استعمالها لكل حالة وأحيانا إلى الطلب من المريض أن يعود للقسم للخضوع للتجبيس في اليوم الموالي لنفاد كل كمية الجبس، على أن يتناول الدواء الموصوف له لتسكين الألم بانتظام. وأمام هذه الوضعية الصعبة أكد محدثنا أنه لا يسع الأطباء سوى أن يطلبوا من المواطنين التحلي بالحذر في الأيام الممطرة التي تكثر فيها الانزلاقات والحوادث، وعلى النساء خاصة بتجنب ارتداء الكعب العالي أو الأحذية ذات السفلية الرطبة وتعويضها بتلك المقاومة للانزلاق.