قررت بعض شركات نقل البترول العملاقة تحويل مسار سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح بدلاً من مرورها بطريقها المختصر عبر قناة السويس وخليج عدن، لتجنب القراصنة المنتشرين على السواحل الصومالية، وكشفت وزارة الخارجية الكينية أن القراصنة الذين تزايد نشاطهم في منطقة القرن الأفريقي مؤخراً، تلقوا ما يزيد على 150 مليون دولار، حصيلة عمليات اختطاف السفن خلال ال12 شهراً الماضية. أعرب وزير الخارجية الكيني، موسى ويتانغولا، عن اعتقاده بأن هذه الحصيلة ''الضخمة'' من الأموال شجعت القراصنة على زيادة نشاطاتهم، ومهاجمة مزيد من السفن في المنطقة، وقال ويتانغولا: ''هذه هي الأسباب التي دفعتهم إلى أن أصبحوا أكثر جرأة في هجماتهم''، في إشارة إلى تحول القراصنة لمهاجمة السفن والناقلات الكبيرة، بعد أن كانت عملياتهم تستهدف في الأساس سفناً أصغر. تزامنت تصريحات الوزير الكيني مع تقارير أفادت بأن القراصنة طلبوا فدية قدرها 25 مليون دولار، لإطلاق ناقلة سعودية عملاقة محملة بشحنة من النفط تبلغ قيمتها حوالي مائة مليون دولا، وكان القراصنة قد اختطفوا الناقلة السعودية ''سيريوس ستار''، المحملة بنحو مليوني برميل من النفط، وعلى متنها طاقم مكون من 25 شخصاً، فيما وصفت ب'' أكبر عملية قرصنة بحرية''، منتصف الشهر الجاري قبالة الساحل الشرقي لكينيا، وفي سياق متصل أعلنت شركة ''آى بى مولر - مايرسك'' الدنماركية، إحدى أكبر شركات الشحن فى العالم، أنها قررت تحويل مسار سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح والدوران حول جنوب أفريقيا، وقالت الشركة في بيان لها إن السفن البطيئة أو المنخفضة بشكل يمكن للقراصنة الصعود إليها، ستسعى إلى اتخاذ «مسار بديل» حيث ستسلك طريق رأس الرجاء الصالح ومدغشقر، أو تنضم إلى قافلة بحرية تمر من خليج عدن إذا توفر ذلك. من جهتها قالت رابطة ناقلات النفط ''إنترتانكو'' إن الكثير من شركات الناقلات تتجنب قناة السويس بسبب تفشى القرصنة قبالة سواحل الصومال، لكنها لم تذكر أسماء تلك الشركات، وقالت الرابطة الدولية لمالكى الناقلات المستقلين إنها تساند تماماً ''مشغلى الناقلات الكثيرين الذين أعلنوا عزمهم تجنب خليج عدن والدوران حول رأس الرجاء الصالح، من جانبه، حذر رئيس المنظمة الدولية للملاحة البحرية من سلسلة من التداعيات السلبية إذا اضطرت السفن لتغيير مسارها إلى طريق رأس الرجاء الصالح. وقال افثيميوس متروبولوس الأمين العام للمنظمة الدولية للملاحة البحرية إن المسافة فى رحلة عادية من ميناء رأس تنورة النفطى فى السعودية إلى مضيق جبل طارق ستتضاعف تقريبا وستستغرق 12 يوما إضافية وهو ما سيؤخر سد النقص فى مخزونات النفط الأوروبية والأمريكية.