منحت نهاية الأسبوع المنصرم جمعية النجدة لولاية الجزائر بالتعاون مع جمعية البركة ومديرة قصر الثقافة السيدة مهاجنة بوشنتوف، جائزة تشجيعية لكمال دهال. ويعود سبب تكريم السيد دهال كمال إلى شهر فيفري من السنة الجارية، حيث عمل السيد دهال على إنقاذ الطفلة مريم من قبضة فيل بحديقة الحيوانات حاول التهامها ليخاطر بحياته مقابل حياة البرعمة مريم. تدخل هذه المبادرة التي قامت بها جمعيتا النجدة والبركة ضمن المبادرات التشجيعية التي تهدف إلى تقييم المجهودات والأعمال الإنسانية التي يقوم بها الشباب وأخذها مأخذ الجد والتقدير، حيث قدمتا جائزة لكمال قدرت ب 10 ملاين سنتيم بالإضافة إلى رحلة سياحية إلى تميمون. تعود أحداث القصة عندما طلبت الصغيرة مروة بنت السيد كمال البالغة من العمر 5 سنوات من أبيها أخذها إلى حديقة الحيوانات والتسلية ببن عكنون لرؤية الحيوانات بحكم أن والدها يعمل في إحدى الشركات التي يتواجد مقرها في الحديقة، وبعد تكرار وإلحاح مروة استسلم الأب لمطلبها ليحدد يوم الخميس 7 فيفري 2008 تاريخا لزيارة حديقة الحيوانات وهي المناسبة التي اغتنمتها مروة لدعوة زميلتها مريم للذهاب معها إلى الحديقة. وبالموازاة مع عائلة دهال كانت عائلة سمار هي الأخرى تتأهب لتقصد الحديقة في نفس اليوم نزولا عند طلب الطفلة مريم وأختها لتذهب مع ابنتي صديق أبيها السيد شيتور محمد الطاهر لحديقة الحيوانات من أجل تمضية بعض السويعات من المرح. وتشاء الأقدار أن تدخل العائلات في مغامرة جنونية دارت أحداثها في حديقة الحيوانات ببن عكنون مع ''الفيل'' الذي كانت تلقبه مريم باسم ''ببار'' نسبة إلى اسم الفيل في سلسلة الرسوم المتحركة ''ببار فيل ''، وعند وصولهم إلى ذلك الفيل الذي يعد المحور الرئيسي في القصة بدأت المغامرة بين العائلات، فبينما كان الأطفال منهمكين في رؤية الفيل راحت الطفلة سمار مريم رفقة صديقاتها في تقدم البسكويت للفيل وهن يستمتعن بالنظر إليه إلى أن نفدت كميات البسكويت التي كانت بحوزتهم، ساعتها أخذت مريم تقطف العشب لتقدمه إلى الفيل عوض البسكويت إلا أنها - وبينما كانت تقف على الجهة اليسرى - فوجئت بخرطوم فيل كبير يتخلل القضبان الحديدية ويتجه نحوها ليشدها إلى القضبان في محاولة لجذبها إليه. وفي هذه الأثناء تنبه السيد شيتور للأمر وراح يشد مريم حتى يخلصها من الفيل، إلا أن قوة الفيل الفولاذية تمكنت من عضلاته ولم يتمكن من الإمساك إلا بقميص مريم التي كانت قد اجتازت القضبان لصغر حجمها وراح الفيل الجائع يضع مباشرة نصف جسمها في فمه حتى يلتهمها، وفي لمح البصر وصل السيد كمال دهال لإنقاذ مريم بعد أن قفز على تلك القضبان ودخل إلى القفص الذي يربض به الفيل من أجل تخليص الصغيرة مريم من قبضته وراح يضرب الفيل الذي بدأ يلوح بمريم في الهواء ليرمي بها على الأرض فاقدة الوعي ويلتفت إلى كمال الذي ثار عليه الفيل الهائج ليصب جام غضبه عليه بغرس أنيابه في فخذه بعد أن ثبته بقوة على الحائط وضغط عليه برفعه إلى أعلى وتحريكه يمينا وشمالا، ليلقي به في نهاية المطاف بقوة جنونية ليطرحه أرضا في الأخير، وهو الأمر الذي سبب له كسرا في أرجله. وفي هذه الأثناء تفطن السيد كمال إلى مريم التي كانت ملقاة على الأرض بجانبه ليحملها بمعجزة ربانية ويركض برجله المكسورة دون الشعور بحدة الآلام ويقفز من أعلى السور في محاولة للفرار، إلا أنه سرعان ما وجد نفسه في ضيافة تمساح مستلقي على ضفة بحيرة، ومن حسن حظهما أن التمساح لم يكن جائعا وإلا لكان التهمهما قبل أن يغمض له رمش. وفي هذه الأثناء عند عجز السيد كمال عن الحركة تدخل كل من والد مريم السيد محمد سمار وصديقه محمد الطاهر لإنقاذ كمال ومريم قبل أن تزقزق عصافير بطن التمساح لتتصل فيما بعد بالإسعاف والشرطة لينقلاه على جناح السرعة لتقديم لهم العلاج. هذه هي الأحداث المفصلة التي رواها السيد محمد الطاهر شيتور على مسامع الحضور باعتباره الشاهد الذي لاحظ كل مجريات القصة، ورغم مرور وقت عليها إلا أن السيد كمال مازال يعاني من الإصابة على مستوى قدمه والتي سببت له عرجا في حين تتمتع البرعمة مريم - ولله الحمد - بكامل عافيتها حسب ما أدلى به السيد محمد سمار بعد عرضها على مختص نفسي، لتتجاوز تلك المرحلة وهي نفس القصة التي أكد السيد بولبينة أنها ستكتب وتطبع وتنشر. للإشارة، قال السيد بولبينة إسماعيل إن هذه المبادرة ستكون تكريما سنويا في كل شهر ديسمبر تقدم من خلالها ميدالية لنجدة مواطن شجاع لآخر كان بحاجته شريطة أن يكون من المدنيين بحيث يستثنى من هذا التكريم أصحاب الواجب كالحماية المدنية والشرطة والدرك الوطني، لتبقى مسابقة يترشح لها المواطنون من المجتمع المدني. هذا وكان السيد بولبينة قد أشار إلى ما يهدف إليه قصر الثقافة بالتعاون مع جمعية النجدة بحيث يندرج ذلك في تقديم المساعدات لفئة المعاقين والتضامن مع المحتاجين والقيام بالأعمال التطوعية، وهو العمل الذي تعمل من أجله الجمعية. كما أن هناك أعمالا تسعى الجمعية إلى تحقيقها والمتعلقة بالشباب والمحيط العائلي، وبالمناسبة دعا السيد بولبينة الجزائريين للانضمام إلى الحركات الجمعوية حتى يكونوا أناسا فاعلين في المجتمع وهي المبادرة التي يهدف من خلالها إلى تشجيع الشباب من أجل إسهامهم في المجتمع، وأضاف أن هناك جائزة أخرى ستقدم في 25 من الشهر الجاري من أجل حماية التراث ووسام آخر لحماية البيئة.