جدد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة استعداده لمواصلة الحوار ''البناء'' والتشاور ''المثمر'' الذي باشرته الجزائر والصين من خلال تعزيز علاقاتهما الثنائية في كل المجالات. وفي برقية بعث بها إلى نظيره الصيني هو جنتاو بمناسبة مرور خمسين سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، أكد رئيس الجمهورية على ''الدلالة التاريخية التي يكتسيها البيان المشترك المبرم يوم 20 ديسمبر 1958 ببكين بين جمهورية الصين الشعبية والحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية''. واعتبر الرئيس بوتفليقة أن هذا البيان المشترك هو ''شهادة الميلاد التي دفعت قدما بالحركة التحريرية للشعوب العازمة على إحقاق حقها في تقرير مصيرها، ومكنت الجزائر المكافحة من أن تستعيد كامل قوتها في المنافحة عن قضيتها على المستوى العالمي، وأتاحت للصين الخائضة لعملية إعادة الاعمار إثبات دورها كطرف فاعل يتحلى بالمسؤولية على الساحة الدولية''. إن الأمر يتعلق - يضيف رئيس الجمهورية - بحدث ساعدت أصداؤه المترددة في أرجاء العالم على انبثاق رؤية للديناميكية العالمية على المدى البعيد وفتحت آفاقا جديدة أمام شعوب إفريقية وآسيوية أخرى لمرافقة تلكم الحركة الانعتاقية وإثبات وجودها مع التخطيط لمستقبلها المتضامن''. وبالنسبة للشعب الجزائري فإنه ''سيبقى يذكر إلى الأبد الدعم الذي أسداه له الشعب الصيني بتشجيعه لأولى إرهاصات المقاومة الجزائرية ومساندته لكفاحها في سبيل الحرية والكرامة''، مما يجعل من هذه الذكرى بالنسبة لكلا البلدين ''حدثا يحيي لقاء شعبين ودلالة على التزام متضامن تأتي له صنع المصائر وتغيير مجرى التاريخ'' يقول رئيس الدولة. ويأتي هذا الحدث ليذكر بأن ''المثل الأعلى الذي حرك بقوة شعبينا وحدد وجهة أعمالهما إنما هو مثل يتقاسمه الجميع'' كونه ''يقيم البرهان على الأواصر التاريخية ويشكل أقوى رمز للصداقة'' التي تجمع بين الشعبين ضمن العلاقة ''رفيعة الجودة'' التي أضحت الشراكة الثنائية بين البلدين تقوم عليها'' يتابع الرئيس بوتفليقة. وفي ذات الإطار أعرب رئيس الدولة عن اغتباطه كون العلاقات القائمة بين الجزائر والصين هي مثال للتعاون، معتبرا القيم التي تنبني عليها هذه العلاقات والتي يتم الاسترشاد بها في السعي لدعم حق الشعوب في تقرير مصيرها ولترقية السلم والتنمية وبناء الأمل الشامل ودفع التعاون الدولي قدما ''شهادات على نظرتنا المشتركة للمستقبل''. ويرى الرئيس بوتفليقة أن ''كل شيء يحض اليوم البلدين على تعزيز علاقاتهما الثنائية في قاطبة المجالات، يحدوهما الطموح الى بناء الشراكة الإستراتيجية التي قررناها سويا والعزم على السعي المشترك لترقية شتى أشكال التعاون بين بلدان الجنوب'' يضاف لها '' بعث أشكال من التضامن أساسية لبروز تصريف للشؤون العالمية تطبعه الفعالية والشفافية والعدالة ويتيح إقامة علاقات أكثر توازنا وإنصافا بين البلدان السائرة في طريق النمو والبلدان المتطورة''. و''يعد تحقيق هذا الهدف - يقول رئيس الجمهورية - المحرك لإرادة البلدين في الحوار وحرصهما على التشاور لإضفاء كامل الدلالة على مسعاهما المجدد الحامل في ثناياه لمطلب التغيير النوعي للعلاقات الدولية''.