أعرب الدكتور عبد الرزاق قسوم عن استيائه وامتعاضه من الأحداث الدامية التي طبعت قطاع غزة مدة ثلاثة أسابيع وآلة العدوان الإسرئيلي التي لم تهدأ ولم تتوقف وحشيتها، ضاربة بالمواثيق والأعراف الدولية المتعلقة بالحروب عرض الحائط، مستعملة كل الطرق اللاإنسانية والأسلحة المحظورة عالميا. وأوضح قسوم في تصريح ل''الحوار''أن الكيان العبري الوحيد الذي رفض التوقيع على معاهدة حظر انتشار السلاح النووي وحظر التجارب النووية الشاملة التي صادقت عليها حوالي 150 دولة كانت تنشط في هذا المجال. فيما امتنعت إسرائيل -الدولة الوحيدة - في منطقة الشرق الأوسط التي تملك ترسانة من أسلحة الدمار الشامل بما فيها القنابل النووية والقنابل النيوترونية والأسلحة الكيماوية والأخرى البيولوجية والقنابل الذكية والقنابل الفوسفورية وأقامت لها أمريكا درعاً صاروخياً في الفترة الأخيرة علاوة على الأسلحة المتطورة جواً وبحراً وبراً، ما دفع بإسرائيل إلى خيار الحرب دائماً لا السلام لتفوقها العسكري على جميع دول المنطقة اعتقادا منها بأن إبادة الشعب الفلسطيني وسلبه أرضه حق مشروع لديها. وقال قسوم إن الحديث عن أوضاع غزة الصامدة اليوم هو حديث كل مواطن وكل عربي وكل مسلم وكل إنسان لأن المأساة التي يعيشها أهلنا في غزة وفي كل فلسطين هي مأساة كل فرد يحمل الحد الأدنى من القيمة الإنسانية والقيمة الأخلاقية والوطنية والقيمة العقائدية وكل القيم التي تمت للإنسان بصلة لأن هذه القيم - كما يقول- هي المستهدفة من قبل الصهاينة. وتساءل الدكتور هل نستقبل هذه الوحشية بالدموع والبكاء وباللافتات والشعارات.. ''أعتقد أن هذا أضعف الإيمان لكن ما ينبغي علينا أن نقوم به هو أن يتحول هذا الغضب وهذا النحيب وهذه الوقفات إلى مساندة عملية وفعلية''. وهذا لن يتحقق -حسب محدثنا- إلا بتأمين المستلزمات الضرورية الاقتصادية والعسكرية والصحية لشعب غزة المحاصر وكل ما يمكن أن يعطي للمقاومة دعما قويا تواجه به العدو الصهيوني الذي يستعرض عضلاته على شعب أعزل يدعي القوى ويحاول فرض سيطرته على العالم أجمع، وأعرب قسوم عن أسفه إزاء الفهم الخاطئ للبعض للقضية الفلسطنية ''فهمها الفلاح في حقله وفهمتها السيدة في مطبخها وفهمها التلميذ في مدرسته ولكن جهلها أو تجاهلها الحاكم والمسؤول في ديوانه وفي مكتبه وهذه حقيقة تبعث على الأسى والحسرة في نفس الوقت''. وفي سياق مماثل دعا قسوم الحكام العرب إلى قطع علاقاتهم الدولية مع اسرائيل سياسيا وثقافيا واقتصاديا وأن يأخذوا العبرة من فنزويلا في طردها السفير الإسرائيلي من أراضيها وهو ماوصفه بصفعة قوية وجهتها هذه الدولة للكيان الصهيوني.