دخلت الأزمة الاقتصادية في لبنان مرحلة حرجة دفعت شركة الكهرباء للتحذير من إمكانية توقف إنتاجها. وفي الوقت الذي رفعت فيه الحكومة سعر الخبز، أعلن الجيش حذف اللحوم من قائمة وجباته اليومية. وقد أبلغت مؤسسة الكهرباء وزير الطاقة بأنّه قد يستحيل عليها الحفاظ على استمرارية المرفق العام لإنتاج ونقل وتوزيع التيار الكهربائي إلى المشتركين. وبعد اجتماع طارئ، قرّر مجلس إدارة المؤسسة إبلاغ وزير الطاقة بأنّ الأوضاع والمشاكل الحالية باتت تزيد من الصعوبات الملقاة على عاتق المؤسسة وتثقل كاهلها. وتشهد مختلف المناطق تقنينًا قاسيًا للتيار الكهربائي لساعات طويلة، في ظلّ شحّ في مادّة المازوت والوقود. وفي ذات السياق، رفعت الحكومة أمس سعر الخبز المدعوم جزئيا، ووفق القرار الجديد فإن سعر زنة 900 غرام أصبح ألفي ليرة بدل 1500، في أول تغيير من نوعه خلال ثمانية أعوام. وأثارت أزمة الخبز المزيد من الاحتجاجات المناهضة للحكومة السبت والأحد، قام خلالها المتظاهرون بإغلاق طرق سريعة رئيسية في أرجاء البلاد. من جانبها، قررت قيادة الجيش التوقف عن استخدام اللحوم في وجبات الطعام التي تقدّم للعسكريين أثناء وجودهم بالخدمة، جراء ارتفاع غير مسبوق في ثمنها. وفي خضمّ انهيار اقتصادي متسارع يعدّ الأسوأ في لبنان منذ عقود، شهدت أسعار السلع والمواد الغذائية عموماً، واللحوم خصوصاً، ارتفاعاً غير مسبوق، وأعلنت نقابة اتحاد القصابين وتجار المواشي في بيان إثر اجتماع استثنائي أمس "إقفال أكثر من 60 بالمائة من محلات بيع اللحوم" بسبب "الارتفاع الصاروخي للدولار".