يشهد المجتمع الجزائري ظاهرة انتشار المطاعم بشكل واسع، وعلى الأخص مطاعم الوجبات السريعة، نظرًا لطول ساعات العمل خارج المنزل، فبينما كان الناس يعودون إلى بيوتهم قبل العشاء وتجتمع الأسرة كلها على وجبة واحدة يسمرون بعدها قليلاً ثم يذهب كل منهم إلى فراشه، أصبح الناس الآن يتأخرون كثيرًا في النوم ويبدؤون سهراتهم بعد صلاة العشاء، وانشغل الوالدان، وخرجت النساء للعمل، وضعفت العلاقات الأسرية، وأعطي الشباب و الصغار مزيدًا من الحرية في التنقل والتجوال، وتوفرت القوة الشرائية لهم بشكل لم يسبق له مثيل. مخاطر الوجبات السريعة ليس كل ما يستقطب الزبائن صحيا و مفيدا،و ليست حلاوة الطعم دليلا على جودة الأكل،و الدليل على ما يؤكده خبراء التغذية حول مخاطر الوجبات السريعة،خاصة منها تلك التي تضاف لها بعض النكهات أو مكسبات الطعم،حيث تبين أن هذه الأخيرة تحتوي على مواد كيميائية هي نفسها تلك التي تضاف لصناعة مواد التجميل،و هو كثيرا من مدمني هذه الوجبات في بلادنا معرضين أنفسهم لكوارث صحية تبدأ بالسمنة لتصل إلى حد الإصابة بالإمراض الخطيرة. "هامبرغر" و "السوندويشات" وجبات شهية ..و مخاطر صحية في معظم مناطق الجزائر العاصمة تجد فروعا لمحلات "فاست فود"،حيث تقدم الوجبات السريعة لمرتاديها،و تعج تلك المطاعم بزبائنها من الشباب في مختلف الأعمار إضافة إلى بعض الأسر التي أصبحت تتوافد إليها لتستمتع بوقتها أمام تناول وجبة شهية من "فاست فود"،و لمعرفة مدى توعية المواطنين الجزائريين من خطورة هذه الوجبات السريعة قامت الاتحاد بجولة ببعض محلات الوجبات السريعة بشارع العاصمة، فصادفت "دنيا.ع" موظفة من القبة، إحدى المولعات بالأكل خارج البيت تقول أنها لا تستغني عن الوجبات السريعة رغم علمها بما تسببه من سمنة و إمراض و لكن ليس لها وقت لإعداد المأكولات في البيت بسبب العمل. أما "حياة" و هي طالبة جامعية،تقول أنها مثل هذه الوجبات السريعة "البيتزا" بكل أنواعها تفتح لي الشهية و الحمد لله لم أحس بضرر منها منذ بداية استهلاكها. و للجنس الخشن علاقة بالوجبات السريعة فعن "كمال" من العاصمة يقول: "نموت على الأكل برا،حتى وان كليت فالدار نعاود برا،البيتزا و الهومبرغر تع الحومة عندها بنة خاصة"،و بخصوص المخاطر التي تنتج عنها يقول كمال:"كاين منها الوزن التاعي زاد بزاف mais منقدرش نستغنى عليها". وأهم ما يعيب الوجبات السريعة أنها لا تحتوي على الفاكهة والسلطات، وأنها تؤكل على عجل. أما رشيد .ن من الدرارية و هو أستاذ رياضة،قال انه منذ صغره لا يأكل خارج البيت،حتى و انه يفضل الجوع على المخاطر التي تنتجها مثل هذه المأكولات من سمنة و أضرار في المعدة و هي تخلو من الخضر و الفواكه الصحية التي تعطي طاقة للجسم. أخصائي في التغذية يحذر من مخاطر الوجبات السريعة و لإثراء الموضوع أكثر تقربنا من "كريم مسوس" أخصائي في الأغذية حيث ذكر لنا جملة من مخاطر الوجبات السريعة على صحة الفرد التي ذكرناها في ما يلي: أغذية تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون إن أطعمة الوجبات السريعة غنية بالدهون غير المشبعة؛ وبالتالي فهي تسبب ارتفاعًا بشحوم الدم، والكوليسترول، فالوجبة الواحدة من الوجبات السريعة تحتوي على أكثر من 800 ملغ من الكوليسترول، أي حوالي أكثر من ثلاث مرات مما قد يحتاج إليه الجسم خلال اليوم، وهذا في وجبة واحدة، ولا يخفى على أحد ما ينتج عن الكولسترول من تصلب للأوعية القلبية. أطعمة قليلة الخضر و الألياف والوجبات السريعة أيضًا ذات سعرات حرارية عالية وغنية بالنشويات بسبب استعمال الخبز الأبيض و المعاجن لذلك فهي تسبب بعد استعمالها للمدى الطويل، ارتفاع ضغط الدم، والتهاب مفاصل تنكّسي بالركبتين، إضافة للعبء الكبير الذي تسببه على القلب والرئتين ، بل هذه الأطعمة قوامها جاف وقليلة الخضر والألياف فتسبب إمساكًا وإرباكات بالجهاز الهضمي، إضافة إلى أنه في معظم الأحيان يضاف إليها كثير من الملح ، وهذه تسبب ارتفاعًا في ضغط الدم وخاصة عند الذين تجاوزوا الأربعين من العمر،و ما لا يعلمه كثير من الأفراد،هو أن بعض المواد المضافة للساندويشات و الهامبورغر تحتوي عل مواد كيميائية خطيرة،والملاحظ أن أكثر الناس إقبالاً على هذه الوجبات هم الأطفال والمراهقون، الذين صارت الوجبات السريعة جزءًا من عاداتهم اليومية. ما الذي أدى إلى إدمان العائلات لمثل هذه الوجبات؟ هناك العديد من عوامل الجذب التي أدت إلى إدمان أفراد الأسرة لمثل هذه النوعية من الوجبات وهي تشكل مطاعم الوجبات السريعة فرصة للتخلص من الروتين اليومي وتكرار الأغذية نفسها في المنزل و تساعد على فتح الشهية للطعام، وهذا راجع إلى أن العديد من الأطفال يفرض عليهم طعام المنزل ويكون الجو النفسي عند تناول الوجبات اليومية خصوصًا وجبة الغداء غير مريح. وجبات سريعة ملاذا للمشغولين ومن هنا نلاحظ في مطاعم الوجبات السريعة أن كل فرد في الأسرة يتناول أطعمة قد تختلف عن الأفراد الآخرين،لا شك أن مطاعم الوجبات السريعة أوجدت ملاذًا لأولئك المشغولين حقًّا وخصوصًا الأفراد غير المتزوجين، لكنها أفرزت نتائج سلبية تتضمن مشاهد متعددة من الأضرار، منها على سبيل المثال لا الحصر أنها ساهمت في تفكيك الأسرة؛ حيث نجد الأم مع صاحباتها في مطعم، والأب مع الشلة في آخر، والأبناء وأقرانهم في ثالث، ولا تجتمع الأسرة إلا عند المنام، وقد يرون بعضهم بعضًا. كل هذه العوامل أدت إلى انتشار عادة الأكل في المطاعم، وخاصة تلك التي تقدم الوجبات السريعة، فكان في ذلك عامل جذب كبير للأطفال والعائلات للمداومة على تناول الوجبات السريعة دون النظر للآثار السلبية من كثرة تناولها.