شهد المسرح الوطني محيي الدين بشطارزي، أول أمس، افتتاح الموسم الخامس لفضاء ''صدى الأقلام '' باستضافة الشاعر والمترجم محمد بوطغان في عدده الأول لهذا الموسم الجديد، حيث قدم ترجمته للنص المسرحي ''الآغاد الحالمة'' للإفريقي ''ماكسيم ندبيكا'' إلى اللغة العربية. تطرق بوطغان في تقديمه للنص المسرحي إلى بعض ملامح من سيرة ندبيكا الكنغولي الذي كان أديبا و شاعرا ورجل سينما ومسرح. ألف خلال مشواره الأدبي الكثير من المجموعات الشعرية وأصدرها باللغة الفرنسية. وحاول ندبيكا، يقول بوطغان، في كتاباته إعطاء بعد ونفس للثقافة الإفريقية. وبدا واضحا من خلال مراحله الإبداعية الأخيرة اهتمامه بأدب الزنوج، وهو ما التمسه بوطغان من خلال قراءته للنص المسرحي ''الاغاد الحالمة'' والذي قال بشأنه إنه نص مفعم بالنقاء والصفاء في طريقة سرد قصة حياة الإنسان الذي يعيش في الأدغال الإفريقية. كما أن النص يتحدث عن التطورات الحاصلة في المجتمع الإفريقي غير المنفصل عن السياق الدولي. ويقوم النص المسرحي، الذي يتكون من خمسة فصول، على الصراع بين الحكومة الكونغولية وإحدى القبائل، حيث تعمد الحكومة إلى إرسال أحد طلبة الجامعة الكونغولية الذي تنحدر أصوله من هذه القبيلة من أجل عرض مشروع على عمه قائد القبيلة الروحي وصاحب السلطة المطلقة للتفاوض حول قطع الأشجار وإقامة مكانها مشروع تنموي. ولكن القائد ومجلس القبيلة يرفضون المشروع باعتباره يقضي على قيمهم الروحية بينما يحلم المفاوض بالعودة إلى الحكومة بالموافقة من أجل تحقيق حلمه بأن يتزعم القبيلة. وأمام تعنت مجلس القبيلة والترحيب المتفاوت للأهالي بقبول المشروع الذي رأوا فيه آفاقا أخرى، وأمام الرغبة الشديدة لابن الأخ في الزعامة، تتشابك الأحداث وتتعقد إلى أن تبرز ملامح قوية لقبول المشروع من طرف أهل القرية، فيقرر القائد اللجوء إلى شجرة روحية وتناول الأعشاب السامة لوضع حد لحياته.