النَفس واقفة مع التّطلّع إلى الإنصاف إذا صفت، زاجرة للجحود إذا وفت، نظرها لا يخلو من النّظر إلى قدرها من جميع مستوياته ونهاياته وذرواته، سواء كان فوق الصّفر أم دونه، أمّا النّفس التّابعة فهي كالبوق، ينصاع للسّارق ويباع للمسروق في أيّ سوق، سواء كان سوق الكرخ أو سوق عكاظ... أيا زمانَ السُّوء ماذا تُريد ؟ أَحرَّةً تَشغَلُ شُغل العبيد يكاد حزن الرّوح لي مُحرِقًا يرمي فؤادي في عذاب الخلود ماذا جرى يا ربُّ ماذا جرى؟ اللّؤمُ جبّارٌ عظيمُ الصُّدود يا ربُّ إنّي نادمٌ دون أن يكون ذا ذنبي، فمن ذا يَجود؟ سِواكَ والخَلقُ هوَوا بُخلَهُم وأوغلوا في مهمهٍ من مرود اللُّؤم في عصر الهوى سيِّدٌ يخدُمه بَشَرُ الكريمِ العتيد قد تُوِّجَ الأنذالُ يا راحمًا يا خالقي مَن صار فينا المَسود عبادُك الأحرار في ذِلّةٍ ولكعٍ فيما يُرَجّى سعيد يا ربُّ لا يُرضيك هذا ولا يُرضي مُحِبًّا مُشفِقا حِبَّ صَيْد صلّى عليه الله ما أُحرِقَت أشواك هذا المهمه المستزيد ************ ما ينفعُ الشِّعر لِبُلْهٍ هُمُ أضلُّ ممّا كان أهل القصيد كان أبو نوّاس في سُكرِهِ يخشى ويرجو توبةً للمجيد أمَّا زمانُ الّسوء هذا ترى به رسومَ الزّيفِ ترجو المزيد جهنّمَ تأكُلُ كلَّ الّذي يُلْقى بِها مِن جاحدٍ للجَحود كان ابن هاني في سما ديره بَصيرَةً للطّالِب المُستَريد كان ابنُ هاني صادقًا ناطِقًا يُصاحِبُ المأمونَ بعد الرّشيد ولم يكُن يكذِبُ أو يدَّعي شيئا سِوى ما في الحَشا أو يَذود ************ قد حَكَم الله لهُ بالَّذي أرجوهُ خيْرًا، أو يكونُ الشَّهيد مات ببغداد ولمْ يُرضِهِ عبدٌ بقربٍ، بل مريدٍ بعيد ! وبعدما كانت له رقعَةٌ جوهرةَ الفرد الأثيرِ الفريد قاموا له بالدَّفنِ والكلُّ في حقيقةِ الأمرِ الدَّفينُ الخمود لم يُكرِموا ميْتًا لهم مُسلِمًا بالدَّفنِ إلّا بعد لَحْظِ القَصيد قد أكرمَهُ الله بأبياتِه عنْهُم وما كانوا سِوى مِن جَلِيد كأنّهم غِفارٌ أوزارُهُ كأنّهم هُم مِن هواهُم أسود ************ ماتَ أبو نوّاس والذِّكرُ فيَّ آباد هذا الدّهر نور يزيد وكُلُّ حفّارٍ حَسودٍ ذَوى ذكرٌ له خزي الخزايا شديد من يدَّعِ أنَّ لَهُ عُهدَة عند مليكي قبل يوم الوعيد فالحسنُ اليومَ له سيِّدٌ وسابقٌ في البرِّ، بل ذو نشيد