قال البرلماني والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد القادر بريش، أن زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى دولة قطر تحمل في طياتها أبعادا اقتصادية وأخرى سياسية هامة، في إطار تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية في شتى المجالات. وفي هذا الشأن، أوضح البروفيسور بريش في تصريح خص به "الاتحاد"، أن قطر تعدّ شريكا اقتصاديا استراتيجيا هاما بالنسبة للجزائر، باعتبارها الدولة رقم واحد من حيث الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الجزائر بقيمة تفوق 2 مليار دولار في قطاعات استراتيجية هامة، على غرار قطاع الحديد والصلب من خلال الشركة الجزائريةالقطرية للصلب باستثمارات قدرت قيمتها ب 1.8 مليار دولار. إضافة إلى قطاع الاتصالات ممثلا في شركة "Ooredoo"ّ التي تستحوذ على حصة جيّدة في السوق الوطنية بمحفظة أعمال معتبرة، حيث بلغ عدد المشتركين في شبكة الهاتف النقال "Ooredoo"ّ 13.6 مليون مشترك، ضف إلى ذلك وجود حوالي 115 شراكة ومشروع استثماري مشترك بين الجزائروقطر. في هذا الصدد، أشار الخبير الاقتصادي، إلى أن حجم الاستثمارات بين الجزائروقطر لا يرقى إلى مستوى الإمكانيات التي يتمتع بها البلدين، وهذا ما يفتح المجال لرفع حجم هذه الاستثمارات خاصة وأن الدولتين تستحوذان على أهم عنصر للطاقة ألا وهو "الغاز الطبيعي"، كما تتطلع الجزائر والدوحة إلى ترقية الاستثمار في مجال الصناعات التحويلية الطاقوية والبتروكيماوية وكذا قطاع الصناعات التحويلية الغذائية وقطاع السياحة والعقار ومراكز التسوق الكبرى والفنادق، إضافة إلى قطاع التكنولوجيات والقطاع المالي. "قانون الاستثمار الجديد سيعطي دفعًا قويا لجذب الاستثمارات القطرية" في سياق متصل، قال المتحدث أن صدور قانون الاستثمار الجديد في الجزائر سيعطي دفعًا قويا لجذب الاستثمارات القطرية، لما سيوفره من وضوح واستقرار واطمئنان في بيئة الأعمال الجزائرية، التي ترتكز أساسا على جعل البيئة الاستثمارية الجزائرية أكثر جاذبية من خلال منح المزيد من التسهيلات للمستثمرين وتسهيل الحصول على العقار الصناعي خاصة، كما أن تفعيل دور مجلس الاعمال القطري-الجزائري سيلعب دورا محوريا في تسهيل الاتصال والتواصل بين المستثمرين الجزائريين ونظرائهم القطريين. هذا، ويتطلع البلدين إلى زيادة حجم التبادل التجاري وتدفق السلع الجزائرية إلى السوق القطرية خاصة تلك المتعلقة بالمنتجات الزراعية الطازجة، وهذا عن طريق تسهيل التصدير وتوفير اللوجستيك والنقل الجوي للبضائع، خاصة وأن وجود جالية جزائرية متميزة تشتغل في قطاعات استراتيجية هامة بدولة قطر يزيد من جاذبية السوق القطرية للمتعاملين الاقتصاديين الجزائريين، وهو عامل آخر لزيادة التقارب بين الدولتين والشعبين الشقيقين، يضيف المتحدث. وفي حديثه عن القمة السادسة لرؤساء الدول الأعضاء في منتدى الدول المصدرة للغاز التي ستعقد بالدوحة بحضور رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يوم الثلاثاء المقبل، قال الخبير في الاقتصاد، أن هذا المؤتمر سيكون ناجحا بكل المقاييس بالنظر لأهمية ومكانة كل من دولة قطروالجزائر في سوق الغاز الدولي في ظل التحولات الدولية التي تعرفها سوق الطاقة ونظرا لتزايد أهمية الغاز الطبيعي باعتباره مصدرا هاما للطاقة، كما أن المؤتمر يخدم البلدين في اتجاه توحيد الرؤى والمواقف وخدمة الدول المنتجة للغاز. تجدر الإشارة، إلى أن زيارة الرئيس تبول إلى دولة قطر تكتسب بُعدا استثنائياَ من حيث توقيتها، حيت تأتي قبل انعقاد القمة العربية التي ستستضيفها الجزائر، كما تتزامن مع القمة السادسة لرؤساء الدول الأعضاء في منتدى الدول المصدرة للغاز التي ستعقد بالدوحة يوم الثلاثاء المقبل، وكلا البلدين من أكبر منتجي ومصدري الغاز الطبيعي في العالم، كما أنهما دولتان محوريتان في إطار جامعة الدول العربية وفي المحيط الإقليمي، تجمعهما مواقف مشتركة ومبادئ راسخة تجاه المصالح الثنائية والقومية والقضايا العربية والدولية والأمن والسلام في العالم.