أبرز الأمين العام للاتحادية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي البروفيسور، مسعود عمارنة، الدور الاستراتيجي الذي تكرسه الدولة من أجل بلوغ القدرة على تلبية حاجات القطاع الاقتصادي والاجتماعي، وتزويده بمورد بشري ذي جودة عالية استجابة لتطلعات سوق العمل. وقال عمارنة في كلمته ، بمناسبة الملتقى العلمي الوطني للاتحادية الوطنية للتعليم العالي والبحث لعلمي بالتنسيق مع جامعة تامنغست الموسوم ب " استراتيجيات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لمواجهة التحديات التكنولوجية والاقتصادية"، أن هذا الدور الاستراتيجي للدولة يندرج في مهمة صَقْلٍ وإصلاحٍ، تقتضي بعث الاستراتيجيات الكفيلة بتحقيق روافع الإقلاع نحو جامعة الغد؛ في ديناميكية تتحرك مكوناتها على إيقاع واحد. وفي هذا النطاق الحيوي، قال عمارنة إن إرادة الدولة أكيدة وجلية فيما تكرسه من رؤية من أجل تحقيق التطلعات المنشودة على صعيد قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، وبما يترجم الالتزام 41 لبرنامج رئيس الجمهورية الرامي إلى رهان أساسي هو أن تكون الجامعة قاطرة المجتمع ومورده الاستراتيجي، للارتقاء بمجتمع المعرفة وإنتاج مخرجات نوعية، تستهدف الانتقال الرقمي وتشجع الابتكار والتطوير العلمي خدمة لأهداف تنموية، ولا يتأتى ذلك إلا بتحويل المعرفة إلى منتوج قابل للتسويق ومشاركة الجامعة ومساهمتها مساهمة فعالة في خلق الثروة ومناصب الشغل. وأضاف أن للاتحادية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين، ترى أن الانخراط في هذا المسعى هو شأن حتمي لما يترتب عنه من رؤى جديدة وأنماط عمل حديثة تفرض ضرورة إعمال الآليات والمساعي الكفيلة ببلوغ الرهانات الحالية لمرفق التعليم العالي. في هذا الصدد، فإن هذا المنظور يوجب إرساء الاستراتيجيات لمواكبة ما هو حاصل من مستجدات على الصعيد التكنولوجي وما تفرضه متطلبات النمو والتي تمليها رهانات اقتصاد المعرفة، وفي هذا السياق، تعرف الجامعة الجزائرية جملة من الورشات التي تترجم الإرادة الحقيقية لإرساء ما يعزز جودة التكوين وخلق القيمة المضافة للغاية الاقتصادية، ويضمن التفتح الأكبر للمؤسسة الجامعية والبحثية على محيطها المحلي والإقليمي والدولي. من أجل ذلك، -يقول المتحدث – أنه تبنى القطاع استراتيجية الرقمنة ورفع كفاءة البنية التحتية للمعلومات من أجل حرم جامعي ذكي، يواكب التطورات التكنولوجية سواء في الحوكمة والتسيير الإداري والبيداغوجي أو على مستوى تجسيد التعليم عن بعد وتطويره وترقيته على غرار جامعات العالم، مشيرا أن الرقمنة من متطلبات عصرنة الجامعة الجزائرية وتحقيق الوثبة في تجويد التكوين يرافقه الارتقاء بالتكوين البيداغوجي بأنماط حديثة والتفتح على مجالات علمية وتقنية ذات أولوية، كالذكاء الاصطناعي بالنظر إلى أهميته في إحداث التحول التدريجي إلى مجتمع مبني على المعرفة. المجال مفتوح للجامعة للدفع بالتنمية المحلية في سياق آخر، في ظل الأنماط الحديثة المعتمدة في التكوين كالتعليم الافتراضي والعابر للحدود؛ أضحى راهن الجامعات في العالم يتسم بالتنافسية على خدمة التكوين كمعبر يعزز إشعاعها العالمي، ومن بين المؤشرات التي تعكس تحقق المستوى التنافسي هو قدرة مؤسسات التكوين العالي على استقطاب الطلبة من دول أخرى. إن تدويل منح التكوين باستضافة أكبر عدد من الطلبة الدوليين يعزز التعاون والحركية الجامعية. كما نوه بما يمكن للجامعة أن تضطلع به من دور جوهري في الدفع بالتنمية المحلية والشاملة، لاسيما وأن الدولة قد أولت العناية الفائقة بتنمية الجنوب والمناطق الحدودية، والنهوض بالبُنى التحتية والتنمية البشرية والاقتصادية والتنمية المستدامة في الجنوب، مشيرا أن المكانة الاستراتيجية لتمنراست تجعلها بوابة السوق الافريقية وقطبا تجاريا وتنمويا بامتياز لتطوير المبادلات التجارية والاقتصادية مع دول الجوار، وتعزيز المكانة الاقتصادية للجزائر في إفريقيا بما فيها دول الساحل والإسهام في ولوج المنتوج الجزائري إلى السوق الإفريقية، وتابع المتحدث إن "هذا المجال مفتوح للجامعة من أجل الاسهام بشكل فاعل ومميز وتحتل مكانتها ضمن المعادلة التنموية". هذا وأعلن مسعود عمارنة في صعيد آخر ، عن تنظيم اليوم فعاليات الملتقى الوطني حول حاضنات الأعمال والشركات الناشئة بمؤسسات التعليم العالي نحو" علاقة جديدة بين الجامعة والمجتمع" بجامعة جيجل، بقاعة المحاضرات الكبرى بقطب تاسوست – جيجل.