المتعارف عليه أن البرلماني صاحب حق يوكله الشعب صوته ليتحدث باسمه و يمثله في السلطة التشريعية و يخدمه طوال فترة التفويض. إلا أن تجارب الشعب الجزائري في اختيار نوابه للبرلمان السابق و الإصلاحات التي أعلنها رئيس الجمهورية أيقنت أن البرلمان القادم قد يكون من اخطر البرلمانات في تاريخ الجزائر، حين فتح باب الترشح أمام كل من هب ودب ليكون مشرعا ناطقا باسم عشيرته فحرية الترشح النابعة من تجسيد ديمقراطية الواقع فسحت له المجال كاملا ليدخل السابق و يحقق حلما يستعص تحقيقه و لو بعد حين . و عملت الشكارة عملها في غرف عمليات الأحزاب و دهاليز الظلام للظفر بمناصب متصدري القوائم و اصطدم المغلوبون على أمرهم مرة أخرى بسراب البرلمان الجديد مع أن كل الآمال التي كانت معلقة على عاتق رؤساء الأحزاب و الحركات السياسية لتختار معيار الكفاءة و النزاهة و الوطنية في مرشحيها لكنها – الآمال - راحت هي الأخرى في مهب .... لتتسابق على حضورها الشرفي في استفتاء العاشر ماي القادم . لا يهم من يمثلها و نحمد الله على أن الإدارة أدت ما هو قانونا و إلا لترشح حتى .... لا تهمهم المصلحة العليا للبلاد و تمثيل الشعب و مراقبة الحكومة قدر ما تهمهم سلطة الجاه و السلطان و حتى العلاوات التي اهتز استقرارها ومؤشرها و بدأ في النزول بعدما اكتشفت الإدارة آن هذا التهويل إلى قبة البرلمان من اجل حبيبات الصرف و المعاش المسبق لأوانه ..و بالرغم من ذلك لم يستثن الطامحون إلى قبة البرلمان الوجوه قديمة البالية في ثوب جديد قائلين وداعا للكفاءة التي غيبت عنوة و زاحمتها حكايات الدهاليز التي فرضت قواها على القوائم و طاولات البزنسة و المال المبنية على شعار أنا أو نهاية الحياة السياسية نستثني أصحاب الحياء أنهم قلائل و البقية إلا من رحم ربي . يبقى الأمل قائم في وجوه جديدة لم يسبق لها و شاركت نواياها أن تضع حدا للممارسات القديمة المتمثلة في نسيان المواطن مباشرة عشية فرز النتائج .الكل يود المشاركة في الانتخابات لكن لصالح الوجوه الجديدة التي تعهدت أن تنسيهم أفعال الوجوه القديمة التي زال بعضها و اندثر نهائيا و طلق السياسة ثلاثا بعد أن تخلى عنه حزبه كونه منبوذ من قبل الشعب و آخرون أعادوا الكرة متناسين أن الشارع يريد التغيير الجدي الجذري قاطعين بذلك الطريق أمام الكفاءات الشبانية مما سيغيّر رأي المواطن في الاقتراع الذي نراه واجبا وطنيا لا رجعة فيه بالرغم من غياب مترشحي الكفاءة إلا أنه يمكن معاقبة هؤلاء بالرد القوي عن طريق الصندوق الذي يتباهون به و يحسبونه خادم لهم . الصندوق الذي سيكشفهم حتما لأنهم كانوا ولازالوا عبئا ثقيلا علينا وعلى العباد و لولا الحياء لا تجوز في حقهم حتى التحية لأنهم لا يستحون و من لا يستحي يفعل يشاء.