احتفى، أول أمس ،فضاء صدى الأقلام بمناضلة زهرة ظريف ، بمناسبة عيد ميلادها بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي ومجموعة من الفنانين و الكتاب عرفانا لما قدمته هذه المناضلة من أعمال فخرية إبان الثورة التحريرية كما كشفت المناضلة إن النسخة العربية لمذكراتها "مذكرات امرأة مناضلة" ستصدر قريبا عن دار الشهاب . و من خلال كتابها الذي تضمن شهادات عن أحداث و تفاصيل مهمة مست وطنية و كرامة كل جزائري ،لتنفرد بسردها بكل صدق و عفوية وتضع بصمتها وللمرة الثانية على تاريخ الجزائر الذي كانت و لا تزال تفتخر بما صنعوه من انتصارات هزت قلوب الأعداء وتطرقت زهرة ظريف من خلال حديثها إلى الدافع الذي جر بها و حرك ذاكرتها التي بقيت قرابة الخمسين سنة محتفظة بذكرياتها لنفسها، ليعود السبب حسب قولها إلى وفاة صديقتها سامية لخضاري العم الماضي دون أن تدلي بشهادتها كمجاهدة،اظافة إلى لقائها مع الفيلسوف الفرنسي برنال ديف في اجتماع في مرسيليا سنة 2012 و الذي أبدى افتخاره بجرائم فرنسا في حق الجزائريين، تضيف زهرة ظريف انه من حق الجيل الجديد التطلع إلى خفايا أحداث لا طالما وصفت بالسطحية كالاغتصاب الذي عانت منه أغلبية النساء أبان الثورة كما عرضت قراءات في كتابها من طرف الممثلين سيد احمد بن عيسى و إبراهيم شرقي مصحوبة بقراءات نقدية للكتاب من طرف الناقدة رشيدة منصف التي اعتبرت هذه المذكرة ليست بتاريخ أو مسيرة شخصية للمناضلة فحسب بل مزيج من الأحاسيس و المشاعر التي انبعثت من واحدة لم تحصر ذكرياتها في دائرة المحدودية و الممنوعات و البعيدة عن السطحية بغض النظر عن مكانتها السياسية، تضيف الناقدة رشيدة منصف انه لا يمكن الحكم على مثل هذه المذكرات بالمتأخرة و إنما الوقت ليس مقياسا على ذلك باعتباره يحمل شهادات لم يسبق أن تطرقوا إليها وتجدر الإشارة إلى أن الكتاب شرع في ترجمته إلى اللغة العربية لتكون النسخة جاهزة في غضون ستة أشهر على الأكثر. واختتم التكريم بالاحتفال بعيد ميلاد المجاهدة زهرة ظريف لتبقى شمعة مضيئة في طريق الجزائر المستقلة.