أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوات بلاده التي تجري تدريبات قرب الحدود مع أوكرانيا بالعودة إلى قواعدها, في وقت تزداد فيه الضغوط الغربية على روسيا, في حين ينتظر وصول وزير خارجية أميركا جون كيري إلى كييف في زيارة تهدف إلى دعم السلطات الأوكرانية الجديدة. صرح دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية الرئيس فلاديمير بوتين أصدر الأمر للقوات والوحدات المشاركة في التدريبات العسكرية بالعودة إلى قواعدها، ومن جهته طلب وزير الدفاع الروسي سيرغي شايغو من قائد الأركان إجراء تحليل في أسرع وقت لنتيجة التدريبات لتقديم تقرير للقائد العام للقوات المسلحة عن جاهزية القوات الروسية في القطاعين الغربي والأوسط، والمشاكل التي ينبغي تجنبها.ومن جهته أمر بوتين الأربعاء الماضي بعملية تفقد مفاجئة للقوات الروسية في المناطق العسكرية غربي البلاد قرب الحدود مع أوكرانيا، وفي الوسط للتحقق من قدرتها القتالية، كما قد نفت السلطات الروسية وجود أي علاقة بين هذه التدريبات التي انطلقت الأسبوع الماضي قرب الحدود الأوكرانية والأحداث الجارية بهذا البلد, خاصة في ظل التهديد الروسي بالتدخل عسكريا في أوكرانيا من أجل حماية الناطقين بالروسية على حد قولها.ومن جهتها تأتي هذه الخطوة الروسية في وقت ينتظر أن يصل فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى العاصمة الأوكرانية كييف لدعم السلطات الجديدة هناك, وفي ظل انتقادات متزايدة لتهديد روسيا بالتدخل في أوكرانيا, وإدانات واسعة لنشر جنودها في شبه جزيرة القرم الأوكرانية.كما قد جمدت واشنطن كل علاقاتها العسكرية ومحادثاتها التجارية مع موسكو ردا على تدخلها في أوكرانيا, وذلك بعد لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما مع كبار قادته العسكريين ومستشاري الأمن القومي بالبيت الأبيض، في حين حذر أوباما روسيا من أن استمرارها في التدخل بأوكرانيا سيعرضها لعقوبات اقتصادية ودبلوماسية ستكون لها تداعيات سلبية على اقتصادها، وتفرض عليها عزلة دولية.ومن جهتها أفادت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن تعليق العلاقات العسكرية يتضمن التدريبات والاجتماعات الثنائية وتوقف السفن ومؤتمرات التخطيط العسكري. بينما قال متحدث باسم مكتب الممثل التجاري الأميركي إن واشنطن أوقفت محادثات التجارة والاستثمار مع روسيا.كما أعلنت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي أنهما ستفرضان عقوبات على روسيا ما لم تسحب القوات التي نشرتها بأوكرانيا مؤخرا. وكانت موسكو رفضت قبل ذلك التلويح بالعقوبات, وواصلت تعزيز سيطرتها بإقليم القرم الأوكراني.وأما في نيويورك حيث عقد مجلس الأمن الدولي جلسة لمناقشة التطورات بأوكرانيا، أعربت الولاياتالمتحدة وبريطانيا عن غضبهما من تفسير روسيا لإرسال قوات إلى أوكرانيا، ووصفتا هذا العمل بأنه انتهاك للقانون الدولي.في حين صرح السفير البريطاني لدى المنظمة الدولية مارك ليال غرانت إن روسيا دخلت أوكرانيا ب"ذريعة كاذبة" ولا يوجد أي مبرر لأفعالها. وكان السفير الروسي قد عرض رسالة قال إنها من الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش طالب فيها موسكو بالتحرك لحماية الأقلية الناطقة بالروسية في أوكرانيا، كما قد وضعت موسكو شرطين أساسيين لبدء التفاوض مع الدول الغربية بشأن حل أزمة أوكرانيا, هما تطبيق اتفاقية فبراير بين الرئيس يانوكوفيتش والمعارضة والتي تتضمن إصلاحات دستورية وانتخابات رئاسية مبكرة وحكومة وحدة وطنية, وكذلك إجراء حوار وطني أوكراني ومشاركة ممثلي كل المجموعات التي تعيش بأوكرانيا في مفاوضات دولية لحل الأزمة.