لم تستفق بعد العائلات الوهرانية من مصاريف مائدة رمضان وحلويات العيد ناهيك عن نفقات الدخول المدرسي من اقتناء الكتب المدرسية والأدوات المدرسية. هذا التالوث الذي أفقر أرباب العائلات الوهرانية خاصة إذا تعلق الأمر بمحدودي الدخل الشهري. لتستعد الأسرة الوهرانية وكسائر الأمة العربية الإسلامية لأداء سنة إبراهيم الخليل أي التحضير لعيد الأضحى المبارك المتزامن وتاريخ 26 المقبل من الشهر الجاري. فقد بدأ العد التنازلي لاستقبال عيد الأضحى المبارك الذي تتعقد وتتزايد مصاريف اقتناء أضحيته سنة بعد سنة، فأسعار الماشية هذه السنة باتت شبيهة بلسعة العقارب السامة، كون سعر كبش العيد أصبح يهدد بالتهاب جيوب أرباب العائلات خاصة الفئة محدودة الدخل. الأمر الذي جعل العديد من أرباب العائلات ومتحملي المسؤولية العائلة متخوفين من القيام بجولة مبكرة نحو أسواق الماشية كالسنوات الماضية. وذلك بسبب ترويج الغلاء الفاحش المتداول بين أوساط المواطنين بحافلات نقل المسافرين، المتجولين بسوق الخضار والفواكه وحتى الجالسين بطاولات المقاهي وهواة لعبة النرد، فالحديث عقب الشهر الفضيل والدخول المدرسي أصبح متمحورا في سعر الماشية فقط، فلا سعر يتحدث عنه سوى 3.5 و4 مليون سنتيم ل "البوزلوف" و"الدوارة" حسب لهجة قاطني المنطقة. وقد بدأت أزمة نقص السيولة المالية بمكاتب البريد وقد انطلقت الطوابير اللامتناهية أمام المؤسسات البنكية التي أصبحت تزين مداخلها وقبل فتح أبوابها النساء والعجائز، قاصدين المؤسسات المصرفية لغرض الحصول على سلفة أو قرض مقابل رهن المصوغات والمجوهرات، بسبب الأسعار الجنونية التي تشهدها سوق الماشية بوهران، والتي يحج إليها وككل سنة موالون من عين الصفراء، الجلفة، المشرية، البيض وتيارت وذلك من أجل بيع كباش العيد. وككل مرة يختلق الموالة أو كما يعرف لدى العامية ب "أصحاب المال"، أزمة غلاء وندرة العلف والمصاريف الباهضة التي يتلقاها الطبيب البيطري لإجراء اللقاح لرؤوس الماشية خشية تعرضها للأوبئة أو الأمراض. وذلك من أجل استنزاف جيوب المواطن الذي يجد نفسه مجبرا على اقتناء أضحية العيد، ولو بأخذ سلفة أو قرض من المؤسسات المالية والبنكية، فيما يجد البطالون أو المنحرفون ضالتهم بسرقة وابتزاز المواطنين من أجل شراء كبش العيد لا تطبيقا وسيرا على خطى السنة النبوية وإنما للتباهي أمام الناس وسكان الحي. وعليه فالوهرانيون وإلى غاية كتابة هذه الأسطر لم يزوروا أسواق الماشية كالسنوات الماضية وذلك جراء تخوفهم من الأسعار الجنونية التي يفرضها الموالون الذين يغتنمون هذه الفرصة السامحة التي تدفع بمعظم المواطنين لاقتناء أضحية العيد حتى وإن كلفهم ثمنها أخذ قرض أو رهن مجوهرات أو أغراض قيمة، وكما سبق وأن أشرنا بذباجة المقال أزمة السيولة المالية باتت بمكاتب البريد والنسوة أضحوا يحجون نحو البنوك لرهن مصوغاتهم ومجوهراتهم من أجل اقتناء كبش العيد الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى أيام معدودة.