تتكبد كثير من العائلات تقطن بالمداشر والشعاب بالأرياف والمناطق النائية عبر 35 بلدية من ولاية الشلف ،حيث كانت "للإتحاد" وقفة مع الواقع المر المعاش مع بعض هذه العائلات بمداشر بلدية سنجاس الواقعة على بعد 18 كام جنوب عاصمة الولاية ،ومقر بلديتها محاذي للطريق الوطني رقم 19 وللوقوف على الواقع الحقيقي و نقل انشغالات و معاناة بعض سكان،كان لنا زيارة إلى بقعة "عيسوات "نسبة إلى لقب العائلات القاطنة ،حيث تقع البقعة على بعد حوالي 6 كلم جنوب غرب مقر البلدية و يقدر عدد سكانها حوالي 30 عائلة ،أغلبهم يعيشون في سكنات غير لائقة مغطاة بمادة الترنيت و تفتقر إلى أدنى شروط العيش الكريم بسبب قدمها و تصدع جدرانها مقابل ذلك استفادت 16 عائلة فقط من مجموع سكان البقعة بسكنات جديدة ذات طابع ريفي.و حسب شهادات سكان المنطقة،تزداد مخاوف هؤلاء السكان مع اقتراب موسم تساقط الأمطار، نظرا لما تكبدوه في السنوات الماضية من أضرار نتيجة الفيضانات و تسرب المياه داخل بيوتهم ،كما حدث خلال إحدى المواسم مع إحدى العائلات بفعل الأمطار و الرياح القوية، سقطت جدران بيت العائلة و غمرت غرفه مياه الأمطار،وهو ما جعل العائلة تسجل في قائمة المنكوبين وبدون مأوى . التحفظ وانعدام النقل المدرسي يحرمان الفتاة من الدراسة من جانب آخر يعاني سكان هذه البقعة جملة من المشاكل و النقائص أثرت بشكل كبير على حياتهم و حياة أبنائهم و يأتي في مقدمة انشغالات هؤلاء السكان غياب النقل المدرسي الذي أضحى الهاجس الأكبر للأولياء و المتمدرسين على حد سواء ،علما أن عدد التلاميذ الذين يزاولون دروسهم في مختلف الأطوار يقدر نحو 100 متمدرس مجبرون على قطع مسافة 12 كلم ذهابا و إيابا مشيا على الأقدام للالتحاق بمقاعد الدراسة بمركز البلدية بالنسبة للطور الابتدائي ، المتوسط و الثانوي .وقد اجمع الأولياء التلاميذ الذين تحدثنا إليهم أن اغلب بناتهم توقفوا عن الدراسة أو بالأحرى أرغمتهم الظروف التوقف عن طلب العلم و تحقيق أحلامهن بمواصلة الدراسة بالمتوسطة و الثانوية ومن ثم الالتحاق بالجامعة و التخرج علما أن عدد الطلبة الذين ينحدرون من المنطقة و تحصلوا على شهادة البكالوريا و التحقوا بالجامعة لا يتعدى أصابع و هم محظوظين على حد تعبير جيرانهم كون أبائهم يملكون سيارات خاصة و ساعدوهم على تخطي مشكل النقل. الجرارات والسيارات النفعية تستعمل لنقل الحيوانات والعباد كما يشكو سكان بقعة عيسوات من مشكل انعدام قاعة علاج بالمنطقة من شانها أن تقدم ابسط الخدمات الطبية للمرضى و كبار السن الذين لا يقدرون على تحمل مشقة التنقل إلى مركز البلدية مشيا على الأقدام في ظل العزلة و غياب المواصلات و أمام هذا الوضع يستغل أصحاب سيارات الكلوندستان الموقف و يطلبون من الزبائن المغلوب عن أمرهم دفع مبلغ 500 دينار جزائري مقابل نقلهم إلى الطبيب الخاص أو العيادة المتعددة الخدمات الكائن مقرها بمركز البلدية.و حسب شهادة احد المواطنين،وقعت منذ حوالي خمس سنوات خلت حادثة أليمة بسبب مشكل غياب المواصلات حيث مرضت امرأة في عقدها السادس من العمر و لما ذهب أفراد عائلتها لجلب لها سيارة كلونديستان أو سياراة 404 مغطاة وهي الوسيلة المتوفرة بالمنطقة من اجل نقلها إلى الطبيب قد فات الأوان ،حيث عند عودتهم وجدوا المرأة قد لفظت أنفاسها الأخيرة.و للتذكير فإن الوسائل التنقل المستعملة بهذه المنطقة، إضطرارية وليست إختيارية وهي الجرارات أو السيارات النفعية المغطات ،حيث تستعمل هذه الوسائل لنقل الحيوانات والعباد، صور المعاناة لم تقتصر عند هذا الحد حيث يعاني هؤلاء السكان من مشكل انعدام قنوات الصرف الصحي الأمر الذي دفعهم إلى خيار اللجوء إلى استعمال الحفر التقليدية للتخلص من الفضلات رغم كل ما تحمله هذه المطامر من أخطار صحية و بيئية كما تشكل تهديدا حقيقيا على حياة أبنائهم إضافة إلى ذلك يشكو هؤلاء المواطنين من العطش بسبب انعدام المياه الصالحة للشرب نظرا لعدم صلاحية مياه المخزن المخصص لهم على حد تعبيرهم مما يتحتم عليهم اقتناء مياه الصهاريج المتنقلة بأثمان باهظة تصل في فصل الصيف سقف 1000 دج للصهريج الواحد.