تم التوقيع يوم الخميس من الاسبوع المنصرم بجيجل على ثلاث (3) اتفاقيات تعاون تهدف إلى ترقية قطاع الصناعة التقليدية و ذلك على هامش زيارة عمل للوزيرة المنتدبة المكلفة بالصناعة التقليدية عائشة طاغابو. وتهدف هذه الاتفاقيات الموقعة بين الغرفة المحلية للصناعة التقليدية والحرف من جهة و شركة الكاولين بالميلية (صوالكا) و وحدة إنتاج الخزف الصحي و المدبغة الخاصة خنيفر المتواجدتين بذات المدينة إلى إعطاء دفعة جديدة لقطاع الصناعة التقليدية و مرافقة الحرفيين عبر التراب الوطني حسب ما أوضحه المروجون لهذه المبادرة. وخلال مراسم التوقيع على الوثائق نوهت طاغابو بهذه المبادرة التي ستجلب إضافة لقطاع مستحدث لمناصب الشغل و خلاق للثروات و يسعى للحفاظ على التراث الحرفي. وخلال مداخلتها في افتتاح يوم دراسي خصص أساسا لترقية و تعزيز المادة الأولية المحلية كبديل للطين الأبيض و الأحمر ذكرت الوزيرة المنتدبة بأن قطاع الصناعة التقليدية واعد و يطمح لتصدير إنتاجه إلى الأسواق الخارجية. وفي الوقت الحالي تشكل الوفرة غير المنتظمة و الأسعار المرتفعة للطين الأبيض و الأحمر المستوردين كابحا جليا للنشاط الحرفي الخاص بصناعة الفخار و الخزف حسب ما أكده مسؤولو القطاع. كما أبرزت طاغابو الإستراتيجية و التدابير المتخذة من أجل ضمان تنمية حقيقية لقطاع الصناعة التقليدية بالجزائر مشددة على ضرورة وفرة المادة الأولية و دعم و مرافقة الحرفيين المنتجين. وقد ألقى خبراء في صناعة الخزف محاضرات بحضور ممثلين عن غرف الصناعة التقليدية لولايات جيجل و إليزي وقسنطينة وسكيكدة والطارف والبويرة وتلمسان و سطيف علاوة على عديد الحرفيين من المنطقة. وفيما يتعلق بالمادتين اللتين ما تزال تستوردان لحد الساعة بقيمة تصل إلى 30 مليون أورو سنويا يندرج الهدف من إنتاج هذين النوعين من الطين محليا للتقليص من الفاتورة في إطار التدابير المتخذة من طرف السلطات العمومية حسب ما تم إيضاحه. وفي هذا الصدد أوضح مدير غرفة الصناعة التقليدية و الحرف بجيجل عبد الحق كرديد بأن الولاية اقترحت موقعا مناسبا من أجل إنتاج هذين النوعين من الطين مشيرا إلى أنه تم توجيه نداء في هذا الصدد للمستثمرين من أجل تجسيد هذا النوع من المشاريع الاقتصادية. ولدى وصولها إلى ولاية جيجل زارت طاغابو بسيدي عبد العزيز (شرق عاصمة الولاية) معرضا مخصصا للصناعة التقليدية يندرج تنظيمه في إطار موسم الاصطياف ثم توجهت إلى مركز التكوين المهني الذي يحتضن دورة تكوينية لمدة أسبوع حول صناعة الفخار و التي يشارك فيها 20 حرفيا في صناعة الفخار (من الجنسين). وأشرف الوفد الوزاري فيما بعد على تدشين "دار الصناعة التقليدية" الجديدة و هي عبارة عن مبنى جميل يقع بالمدخل الشرقي لمدينة ججيل و التي ستشكل واجهة دائمة لقطاع الصناعة التقليدية. واستنادا لمدير الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية لغير الأجراء فإن حرفيي ولاية جيجل يمثلون 11 بالمائة من مجموع العمال غير الأجراء بعد تسجيلات مركز السجل التجاري. ويعد 3779 حرفيا ينشطون بالولاية منتسبين لهذا الصندوق و 1300 منهم حينوا ملفاتهم من الفاتح يناير إلى 30 يونيو المنصرم حسب ما أردفه حاجي. وأنهت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالصناعة التقليدية جولتها بزيارة معرض للصناعة التقليدية بميناء الصيد البحري و النزهة بوالديس حيث تمكن الجمهور من الإطلاع على مدى ثراء و تنوع التراث الحرفي الوطني.