طفت مبكرا إلى السطح الصراعات بين مختلف المترشحين بولاية تيسمسيلت، وطغت حالة تجاذب بين التشكيلات السياسية الفائزة في الانتخابات المحلية، لرسم خريطة جديدة للمجالس البلدية، بسبب إما التقارب في النتائج المعلنة وغياب الحسم في معظم المجالس، أو التحالف للضفر بكرسي منصب" المير" الأمر الذي دفع هذه التشكيلات إلى البحث عن شركاء للتحالف من أجل الفوز برئاسة المجالس، وذلك بعد صدمة الإعلان عن نتائج هذه الانتخابات، حيث افتتح المنتخبون الجدد عهدتهم بمؤشرات انسداد ببعض البلديات، وهو ما تعيشه بلدية عاصمة الولاية التي تقاسم فيها الأرندي والجبهة الشعبية الريادة بثمانية مقاعد لكليهما، ويبذل كل طرف مجهودات حثيثة لإقناع الأعضاء الباقيين بالتحالف لأجل الفوز برئاسة المجلس، وذكرت مصادر حزبية آن الافالان يكون قد تحالف مع الحركة الشعبية في بلدية تيسمسيلت، ما يعني ان رئيس البلدية من الحركة الشعبية ونائبه من الافالان، الوضع نفسه تعيشه بلدية عماري التي فقد فيها الأرندي إحدى قلاعه، وبالتالي المير السابق للارندي يصبح في خبر كان وتعود الرئاسة فيها للافالان بعد غابت عنه لعهدات السابقة، واكدت هذه المصادر ايضا ان تحالفا على مستوى المجلس الشعبي الولائي بين الافالان والحركة الشعبية وبعض العناصر من حزب جبهة المستقبل فيما ذهبت مصادر اخرى إلى أن الارندي تحالف بين التجديد الجزائري وجبهة المستقبل لكن هذا الأخير برأي هذه المصادر ضعيف بالنظر حدوث انشقاقات وتفضيل بعض العناصر المحور الاول من التحالف، ويواجه حزب جبهة التحرير الوطني الذي خسر بعض البلديات لصالح التجمع الوطني الديمقراطي وأحزاب جديدة دخلت الساحة، تحالفات معارضة قد تفقده بلديات أخرى، على غرار بلدية لرجام التي حاز فيها على 7 مقاعد من مجموع 23 مقعدا، بعد أن تحالف تكتل الجزائر الخضراء الحائز على 3 مقاعد والأرندي ب 8 مقاعد والحركة الشعبية بمقعدين ضده، غير أن دخول أطراف على الخط قد يغير من مجريات الأحداث. ويبدو وضع بلدية برج بونعامة الأكثر تعقيدا، بالنظر لما أفرزه الصندوق الذي لم يغلب حزبا على آخر وتقاسمت الأرندي والجبهة الشعبية والأفالان 15 مقعدا مناصفة فيما بينها، ليدخل الثلاثة في مرحلة شد وجذب للفوز بالرئاسة، ما ينبئ بإطالة عمر الأزمة، فيما تبقى العديد من البلديات تواجه نفس المصير. ودخول حزب بن يونس الخط أخلط جميع الحسابات على مستوى بعض البلديات التي كان تسييرها حكرا على الأرندي والأفالان، غير أن الواقع الجديد فرض الجبهة الشعبية كقوة جديدة في الولاية، حيث حاز مقاعد في غالبية البلديات، وتبقى المفاجأة اللافتة هو إحتمال فقدان الأرندي الرئاسة في البلديات: تيسمسيلت ، سيدي العنتري، اليوسفية، سيدي بوتشنت، العيون، بوقائد، لرجام، الاربعاء، أولاد بسام، عماري، بني شعيب.برج بونعامة والتي حقق فيها الريادة لصالح تشكيلات أخرى تحالفت ضده، وفي إنتظار ما ستكشفه الأيام القادمة من تطورات، وتتضح ملامح المجالس البلدية الجديد يبقى الأكيد أن العهد القادمة لا تختلف عن تلك المنتهية من ناحية الصراعات المتوقعة و الإنسدادات التي ستعطل مصالح المواطنين وترهن التنمية المحلية.