رغم التعليمة التي أصدرها وزير النقل، عمار تو، بشأن فتح خطوط نقل جديدة لنقل المسافرين لصالح الشباب الراغب في الاستثمار في هذا القطاع، في إطار الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب، إلا أن مديريات النقل في عدة ولايات تماطلت في تطبيق التعليمة، بحجة تشبع الشبكة واستحالة استحداث خطوط جديدة. يقضي العديد من الشباب في مختلف ولايات الوطن وقتا طويلا في الذهاب والإياب بين مديريات النقل وفروع الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب لولاياتهم، من أجل تجسيد مشاريعهم، لكن رغم ذلك لم يتمكن العديد منهم من إنشاء مؤسساتهم بسبب العراقيل الكبيرة التي يواجهونها عند توجههم إلى فروع الوكالة، التي تشترط عليهم إحضار رخصة استغلال الخط الذي يطلبونه لقبول ملفاتهم، إلا أن مديريات النقل ترفض منحهم ذلك بحجة تشبع الخطوط في العديد من الولايات، كما هو الشأن بالنسبة لولايات وهران والجزائر العاصمة وبومرداس وتيبازة والبليدة، وغيرها من الولايات الأخرى ذات الكثافة السكانية الكبيرة. وهذا على الرغم من وجود تعليمة وجهها مؤخرا وزير القطاع، عمار تو، لمديريه الولائيين، يطالبهم فيها بضرورة تخفيف العراقيل البيروقراطية أمام جميع الراغبين في الاستثمار في هذا القطاع. كما دعا الوزير إلى ضرورة معاملة المستثمرين الشباب الذين تقدموا بطلبات في إطار الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب، بنفس الطريقة التي يتعاملون بها مع المستثمرين الآخرين، إلا أن العديد من مديريات النقل الولائية، كما يقول بعض الشباب المحتجين، لازالوا يتجاهلون تطبيق تعليمة الوزير، التي جاءت أساسا للرد على شكاوى العديد من المستثمرين الراغبين في اقتحام هذا النشاط، وفتح القطاع أمام المنافسة على اعتبار أنها الطريقة الوحيدة لدفع الناقلين الخواص لتجديد حظيرة مركباتهم، خصوصا العاملين منهم داخل المناطق الحضرية، وتحسين نوعية الخدمات المقدمة للمواطنين في هذا المجال. وردا على هذه العراقيل، أكد الأمين العام للوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب أن تعليمة عمار تو وجهت بالأساس إلى مديريات النقل ولم توجه إليهم، ومنح رخص الاستغلال هو من صلاحيات هذه الأخيرة وليست من صلاحيات الوكالة، وكل شاب يحضر هذه الرخصة يتم قبول ملفه من قبل مصالح الوكالة دون أي مشكل، على حد قول ذات المسؤول، وعلى مصالح وزارة النقل أن تسهل العملية بناء على التعليمة التي وجهت لهم. بالمقابل، قررت بعض الولايات فتح الخطوط أمام المستثمرين الجدد على غرار ولاية تيبازة لفك العزلة عن بعض مناطقها بعد التوسع العمراني الكبير الذي شهدته في السنوات الأخيرة، حيث ينتظر أن تجتمع قريبا اللجنة الولائية المكلفة بذلك لدراسة الطلبات المقدمة في هذا الشأن وتحديد الاحتياجات حسب الضرورة. إلا أن الاتحاد الوطني للناقلين الجزائريين عارض بشدة عملية فتح الخطوط أمام الجميع. وفي ذات السياق، أكد لنا رئيس الاتحاد، محمد دلال، أن نقابته طالبت الوزير بالتراجع عن هذه التعليمة، وترك الحرية لمديري النقل الولائيين في فتح الخطوط حسب مخططات النقل لكل ولاية، وليس بناء على تعليمات الوزير، كون العديد من الخطوط تعرف، حسب محدثنا، تشبعا كبيرا.