تتعرض أجهزة الكمبيوتر الإيرانية منذ أيام قليلة لفيروس فتاك يدعى ''ستوكستن''، يكون قد عطل المفاعل النووي حديث النشأة في بوشهر. حسب ''الغارديان'' البريطانية، يكون فيروس ''ستوكستن'' بهر الأخصائيين كونه يستهدف منشآت الطاقة، وعلى رأسها المفاعلات النووية. ذلك ما حدث فعلا في إيران حيث وجهت ضربات الفيروس الجديد في 60 بالمائة من الاستعمال العالمي. وتأتي بعدها شركة سيمنس السويدية المختصة في صناعة الأجهزة الإلكترونية. غير أن الجديد في الأمر أن ''ستوكسن'' يعطل الأجهزة المصنعة أكثر مما يؤثر على الحواسيب. ويستعمل للتجسس الصناعي، ويصعب كذلك تحديد المصدر الذي يكون وراء توظيفه. ووجهت أصابع الاتهام مباشرة إلى الولاياتالمتحدة وإسرائيل كونهما يمثلان المستفيدين الرئيسيين في تعطيل المفاعل النووي الإيراني. وقد هددت إسرائيل في السابق بقنبلتها. لكنّ ذوي الاختصاص لا يجزمون في تحديد مصدر البلاء. فيما اعتبرت شركة ''سيمنس''، في بيان صدر عنها منذ أسبوع، أن الفيروس نتيجة عمل محترفين. وقال غراهام كلولاي، مستشار شركة ''سوفوس'' أنه يصعب تحديد المصدر إلا في حالة ما إذا اعترف صاحبه بالفعل. وتم إجماع الخبراء على أن الفيروس الجديد ليس له أهداف مادية أو تجارية بقدر ما يشكل أداة حرب فتاكة. وما دمنا في منطق الحرب، فيقوم البنتاغون، منذ أول أمس، ولمدة أربعة أيام، بمحاكاة واسعة النطاق في المنشآت الصناعية الحساسة والحيوية، تفاديا لأي هجوم إلكتروني محتمل. عملية ''سيبر ستورم ''3 تشرف عليها وزارة الأمن القومي الداخلي وتهدف إلى وضع آليات الردع وتبادل المعلومات بين المؤسسات الفيدرالية الوطنية والدولية، حكومية وخاصة. وتدخل المحاكاة ضمن برنامج ردع إلكتروني أطلقه الرئيس أوباما. وتمس التجارب الجارية الآن 11 ولاية أمريكية و12 بلدا (استراليا، بريطانيا، كندا، فرنسا، ألمانيا، المجر، اليابان، إيطاليا، هولندا، نيوزيلندا، السويد وسويسرا)، و60 مؤسسة اقتصادية. وتشارك فيه 6 وزارات (البنتاغون، التجارة، الطاقة، العدل، الخزينة والنقل)، إضافة إلى أجهزة الأمن. وقال الجنرال كيت ألكسندر، الذي يشرف على العملية، أن بلده هو الأكبر استهدافا من مثل هذه الحرب التي يصنفها الخبراء على رأس قائمة حروب القرن.