أراد مدرّب ''الخضر'' عبد الحق بن شيخة، إبراز بصمته في المنتخب الوطني من البداية، ففرض سياسة الانضباط منذ إشرافه على أول حصة تدريبية. وكل من يعرف ''الجنرال'' أشاد بحبه للانضباط والصرامة في العمل، وهو ما أكدتها تصريحاته السابقة التي كانت عبارة عن رسائل مشفرة للاعبين المحترفين قبل انطلاقة التربص التحضيري تحسبا لأول خرجة له أمام إفريقيا الوسطى. فلمح أنه لا يعترف بالنجومية، وقال إنه يريد لاعبين ''يشعلون النار وليس الدخان''، فكان الخطاب مغايرا تماما لما ألفه اللاعبون مع المدرب السابق رابح سعدان، الذي اعترف في وقت سابق بحدوث عدة تجاوزات في التشكيلة وعجزه عن التحكم في المجموعة واعترافه باستنجاده برئيس الاتحادية روراوة عشية مواجهة المنتخب الإنجليزي في المونديال. ''الجنرال'' أراد إحداث ثورة في المنتخب وتغيير السلوكيات التي كانت سائدة خاصة لدى اللاعبين الذين يشكلون نواة التركيبة الأساسية في الفريق، فلم يتسامح مع مدلل نادي سوشو، رياض بودبوز، الذي تأخر عن التربص ولم يحضر سوى في آخر حصة تدريبية فقط، فوبخه وشدد اللهجة معه. وبعض المقربين منه أكدوا بأن بن شيخة طرد بودبوز وليس الإصابة التي حرمته من التنقل مع المنتخب إلى بانغي، لأن حليش مصاب ولكنه فضل التنقل مع رفاقه. وحرص ''الجنرال'' على متابعة كل صغيرة وكبيرة أثناء التربص الذي أصر أن يكون في الجزائر عكس ما كان عليه الحال سابقا في الخارج، وخلال إحدى وجبات الإفطار الصباحية تأخر بعض اللاعبين والتحقوا تباعا فوجه تحذيرا شديد اللهجة للاعبين وأمرهم بتناول الوجبات جميعا في وقت واحد ومن يتأخر عن الموعد يعاقب، في خرجة فاجأت اللاعبين. ولم يكتف بذلك فحسب بل منع خلال تربص بني مسوس أحد اللاعبين من نقل أحد المشروبات الغازية إلى غرفة نومه بعد العشاء حرصا منه على مراقبة نظامهم الغذائي قبل موعد إفريقيا الوسطى. لكن السؤال الذي قد يتبادر للأذهان: هل ستنجح سياسية الانضباط التي فرضها بن شيخة في منتخب يضم لاعبين جلهم مغتربون تعوّد البعض منهم على التأخر عن الالتحاق بتربصات ''الخضر''، والبعض الآخر يغادره بسبب أمور شخصية ثم يعود، مثلما حدث مع كريم زياني، وتكرر نفس السيناريو مع الحارس مبولحي. الأكيد أن بن شيخة لا يريد فتح جبهة ويدخل في صراع مع لاعبيه، خاصة وأن المنتخب الوطني مطالب بتحقيق انتصارات من أجل كسب تأشيرة التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا، لكنه بالمقابل يريد تفادي الأخطاء التي وقع فيها المدرب السابق رابح سعدان. [email protected]