الأمين العام يدرك أننا لا نطمع في قيادة الحزب ولن يدرك خطورة الوضع إلا في الوقت بدل الضائع فتح الوزير خالدي الهادي، أحد قياديي المبادرة التصحيحية في حزب جبهة التحرير الوطني، النار على الأمين العام، عبد العزيز بلخادم، الذي وصف المبادرة التصحيحية بالمضحكة. وقال خالدي، في هذا السياق: ''إذا كانت مبادرة تصحيح الوضع مضحكة، فإن دعوة بلخادم القاعدة النضالية للاقتتال وسل السيوف وقطع الرؤوس تدعو للبكاء''. استهل وزير التكوين المهني، خالدي الهادي، حديثه في توضيح أهداف المبادرة التصحيحية المنتظر الإعلان عنها في اليومين المقبلين في بيان رسمي، بالتأكيد على أنها ''لا تستهدف الأشخاص في المكتب السياسي وليست ناتجة عن خلافات شخصية أو طمعا في قيادة الحزب، ولا يوجد منا من يطمح للوصول إلى ذلك، بل دافع المبادرة تنظيمي وسياسي بعد الانحراف الخطير لسياسة الحزب''، مشيرا إلى أن ما يحدث لا صلة له باستحقاقات الحزب في 2010 مثلما يروج، مؤكدا أنه هو شخصيا لن يترشح للتشريعيات التي ما كان ليدخلها سنة 2007 إلا بإلحاح من بلخادم. وتحدى خالدي الهادي من يجرؤ على قول عكس ذلك. وأضاف خالدي ''إنه كان لزاما التحرك لتصحيح الوضع، فلا يمكن البقاء كمتفرجين بعد تحول جمعيات تجديد مكاتب القسمات إلى ساحات اقتتال بين أبناء الحزب، بسبب قرارات الأمين العام المناقضة لتعليماته المكتوبة فيما يخص تجديد مكاتب القسمات''. وبرأي خالدي، فإن الأخطر من ذلك ''ذهاب بلخادم إلى حد الإعلان عن حرب ودعوة المناضلين للاقتتال فيما بينهم من خلال تصريحه الشهير ''عليكم بسل السيوف وقطع الرؤوس''. وللأسف امتثل أتباعه لذلك وحولوا القسمات إلى حلبات ملاكمة وانفلتت الأوضاع، وأصبحت الأسلحة البيضاء وحتى النارية من يوميات قسمات الحزب، يقول خالدي. وعلق محدث ''الخبر'' على وصف الأمين العام احتراق بيت الأفالان ب''الظاهرة الصحية''، سابقة خطيرة في تاريخ أعرق حزب في الجزائر، لأنه لم يكن الاقتتال وإراقة الدماء بين المناضلين ظاهرة صحية، بل هو أمر يستدعي دق ناقوس الخطر عوض المحاولة اليائسة إخفاء واقع لا يمكن إخفاؤه ويتصدر يوميا صفحات الجرائد. وأضاف خالدي، في انتقاداته لتصريحات بلخادم ''إذا كانت المبادرة التصحيحية مضحكة بالنسبة لبلخادم، فإن المبكي إشعال نار فتنة بين المناضلين قد تطول إذا استمرت السياسة الحالية للحزب على هذا النحو. وبحكم المعرفة، فإن الأمين العام لا يقدّر حجم المأساة ما دامت نارها لم تلفح سوى القاعدة النضالية، لكن بمجرد جنيه جراح شوك الفتنة الذي زرعته تصريحاته، سيدرك في الوقت بدل الضائع خطورة الوضع''. ودعا خالدي الهادي الأمين العام للحزب ''لأن يحذو حذو من سبقوه في المنصب محمد شريف مساعدية وعبد الحميد مهري وبوعلام بن حمودة، الأمناء العامين الذي نالوا احترام خصومهم قبل مؤيديهم، وخرجوا من عواصف هزت الأفالان بشرف وسمعة، تاركين وراءهم رصيدا من الاحترام والتقدير، ولم يجرؤ أحدهم على دفع أبناء الحزب إلى سل السيوف وقطع الرؤوس''. أما بخصوص لقاء اليوم الذي يجمع وزراء ونواب الحزب بالغرفتين، ولدى سؤالنا للوزير خالدي عن المصالحة المروج لها خلال اللقاء، حسب ما انتشر من أخبار في جناح بلخادم، رد بالقول: ''المصالحة المروج لها إشاعة ومحاولة يائسة لاحتواء وضع لا يمكن احتواؤه بالإشاعات''. وأكد خالدي أن أصحاب المبادرة التصحيحية سيقاطعون اجتماع اليوم.