15 قتيلا و50 حالة تسمم خلال سنتين أمرت وزارة الداخلية والجماعات المحلية، أمس، جميع الولاة بمنع بيع الفطر البري في الأسواق وعلى حافة الطرقات، بسبب مخاطر حدوث تسممات قد تودي بحياة المواطنين، الذين يتناولون الأنواع السامة منه عن جهل، والتي يصل عددها إلى 100 نوع. ووفق المراسلة الموجهة للولاة، فإن''على الإدارة التصدي للباعة الفوضويين الذين يمارسون نشاط بيع الفطر البري في فصل الخريف''. كما يتوجب تجنيد مصالح المراقبة وقمع الغش لحجز كل الكميات التي تباع في الأسواق أو على حافة الطرقات. وقررت الداخلية، حسب مصادر ''الخبر''، أن تتحكم في الوضعية، قبل تسجيل حالات تسمم تؤدي إلى الوفاة، كما هو الحال بالنسبة للسنوات الماضية. وتأتي هذه المراسلة التي تتزامن مع نمو مختلف أنواع الفطر سواء السامة أو الصالحة للاستهلاك، مع تساقط الأمطار التي تساعد على نمو ما يعرف لدى غالبية الجزائريين ب''الففاع''. من جهتها، حذرت وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات ''من تناول أي نوع من نبات الفطر حتى للذين اعتادوا جمعه من الجبال وتناوله. إضافة إلى الذي يبيعه البعض في الأسواق أو على قارعة الطرقات، لتفادي وقوع أي حالات تسمم.. وذلك نظرا لصعوبة التفريق بين الصالح للاستهلاك والسام منها''. وتقرر تنظيم حملات توعية وتحسيس، بالتعاون مع مصالح وزارة التجارة في الولايات المعروفة بجني مثل هذا المحصول، على غرار الهضاب العليا. وسيتم التركيز على أن هذا الفترة من السنة تعد مناسبة لظهور شتى أنواع الفطريات؛ حيث يصعب التفريق بين ما هو صالح للاستهلاك وما هو مضر بصحة الإنسان. ومن هذا المنطلق، يمنع تناولها أصلا لما تشكله من خطر خصوصا ما وقع السنة الماضية في المدية وبرج بوعريريج وسطيف. ويبقى من ''الصعب لغير المختص التفريق بين الفطريات السامة والفطريات الصالحة للاستهلاك، خاصة أن هناك العشرات من الفطريات السامة ولا توجد طريقة نظرية لمعرفة السام من غير السام إلا بالتحليل الكيميائي. والاعتماد على الشكل فقط غير كاف لمعرفته، وذلك لتقارب بعض الأنواع في الشكل الظاهري لها''. يشار إلى أن أعراض التسمم بالفطر تتصف باحمرار الوجه والجسد وضربات القلب القوية وآلام في المعدة والقيء والإسهال. وتستمر هذه الأعراض من 2 إلى 4 ساعات. كما يجب زيارة أقرب مؤسسة استشفائية في حالة ظهور مثل هذا الأعراض. وكانت الجزائر قد سجلت السنتين الماضيتين وفاة 15 شخصا وتسمم 50 آخرين بسبب تناولهم الفطر البري السام، والذي يباع بحوالي 140 دينار للكيلوغرام.