انتقد المخرج الدرامي وأستاذ الفنون الدرامية حبيب بوخليفة واقع المسرح الجزائري، وتحدّث عن ما أسماه حالة الترقيع التي يعيشها منذ 20 سنة، حيث اتصف بالتقوقع على الذات وتهميش المفكرين والمبدعين الحقيقيين، مما انعكس سلبا على مستوى العمل الفني والعروض المقدمة ما عدا القلة منها. وقال بوخليفة ''إن أغلب العروض تفتقد إلى الشروط الأساسية للعرض المسرحي التي ترتكز على متعة العرض والقاعدة الفكرية، مع الابتعاد عن الابتداع والإتباع''. مطالبا في الصدد نفسه بإعادة النظر في النص المسرحي. وقال ''الكتابة الدرامية بالمفهوم العلمي والأكاديمي للنص غير موجودة حاليا، لأن 90 بالمائة من النصوص، لا ترقى للمستوى مع عدم وجود كتاب نص حقيقيين''. ويعتقد ضيف ندوة ''الخبر'' أن القضية الأساسية الأخرى هي الاهتمام بالتكوين، الذي يبقى ضعيفا حتى تصبح المؤسسة المسرحية منارة للتجارب الأخرى، وليس من هبّ ودبّ يدخل المسرح، مع تحديد ميكانيزمات مؤسساتية للسماح للعناصر الأكاديمية بالبروز، حتى نستطيع تصحيح الأخطاء التي تستنسخ في كل مرة. كما أرجع أسباب الرداءة التي تعاني منها المسرح إلى مركزية التسيير المؤسسات الثقافية، والتمويل الذي يطرح إشكالا، وقال: ''يجب أن نحاسب جمعيات الهواة التي تمولها الوزارة أو المسرح الوطني، ماذا قدموا من جديد؟ ماذا أضافوا؟ أين صرفوا الأموال؟''. مشيرا أنه ''خلال خمس سنوات تم تقديم عرضين فقط تتوفر فيهما مقاييس العرض المسرحي''. ليخلص إلى أن أساس المرض يكمن في تهميش العناصر المبدعة الحقيقية. فالشيء المميز والمؤسف في نفس الوقت هي السياسة الثقافية، التي لم تواكب الفعل المسرحي، لأنها عاجزة عن انتقاء العناصر التي تخدم المسرح رغم توفّر الأموال وهذا ما أثّر على المستوى، حيث تساءل ضيف ندوة ''الخبر'' هل نرى اليوم جمهور في المسرح؟ القاعات فارغة ما عدا بعض العروض. في الأخير يرى لحبيب بوخليفة، أنه لا توجد معجزة للنهوض بالمسرح فالأمر في يد الوصاية، التي عليها انتقاء العناصر التي تقدّم إضافات في المشهد الثقافي، مع التركيز على التكوين وإعادة هيكلة المؤسسات الثقافية وإطلاق سراح العمل الإبداعي بعيدا عن التسييس أو الفلكلورية والمناسباتية.