خيم ملف اختطاف الرعايا الفرنسيين الخمسة على الشق الأمني من أشغال رؤساء وممثلي رؤساء الدول المشاركة في القمة 23 للفرانكوفونية بمونترو السويسرية، حيث ختم القادة أشغالهم ببيان تصدرته إدانة صريحة للإرهاب وبالأخص في منطقة الساحل الصحراوي. ناقش قادة الدول المشاركون في قمة الفرانكوفونية ملف الإرهاب، وخرجوا ببيان إدانة شديد اللهجة، ألحوا فيه على ضرورة ''حماية واحترام حقوق الإنسان''. كما أعلن قادة الدول وممثلوهم مواصلة الحرب على الظاهرة مهما بلغت من خطورة على المجتمعات والأفراد، بينما لم يخف مسؤولو الدول المشاركة انشغالهم العميق بما وصلت إليه الأوضاع الأمنية بمنطقة الساحل الصحراوي، حيث طغت سمة التنديد بعمليات الاختطاف التي تطال الرعايا الأوروبيين بالمنطقة، في ظل مساعي دولها على رأسها الجزائر لاحتواء الوضع وبسط هيمنة القوة النظامية الإفريقية عليها لمحاصرة الجماعات الإرهابية، في إطار مساع تسبق محاولات تدخل أجنبي بدأ يلوح في الأفق كلما مر يوم دون جديد بخصوص الرهائن الفرنسيين الخمسة الذين تحتجزهم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والمختطفين الشهر الماضي من منطقة ''أرليت'' شمالي النيجر. وكان الرئيس المالي، أمادو توماني توري، أوضح، قبل صياغة البيان الختامي للقمة، أن ''الرهائن السبعة المحتجزين لدى تنظيم القاعدة في الصحراء على قيد الحياة ولا أخبار سيئة بشأنهم''، لكنه تحفظ عن الإدلاء بأي تصريح بخصوص أماكن تواجدهم، وتأكيد أو تفنيد المزاعم بوجودهم في شمال مالي، حوالي 100 كلم على الحدود مع الجزائر. وقال توري إنه لا يملك معلومات حول الوضع الصحي للرهائن، بعد رواج أخبار حول تدهور صحة رعية فرنسية مصابة بداء السرطان. من جهته، أعلن رئيس الحكومة الانتقالية في النيجر، محمدو داندا، أن الرهائن السبعة ''على قيد الحياة''، وقال إن اتصالات جارية حاليا مع الخاطفين من أجل التوصل إلى صيغة للإفراج عنهم، غير أن ذات المسؤول لم يقدم تفاصيل إضافية في الموضوع. وتداولت وسائل إعلام مالية وفرنسية ما مفاده أن الرهائن المحتجزين يوجدون في شمال شرق مالي، ليس بعيدا عن الحدود مع الجزائر، لكن لا أحد من المسؤولين الفرنسيين أو الماليين أكد أو نفى ذلك. وهيمنت حمى الاختطافات على محرري البيان الختامي لقمة الفرانكوفونية، الذين التفتوا لسكان المنطقة بدعوى أنهم ''الضحايا الأوائل للإرهاب قبل الرعايا الأوروبيين''. وعكس هذا الشق من البيان نقاشا مستفيضا أداره قادة الدول الإفريقية المشاركون في قمة الفرانكوفونية منذ يومين، بعد أن رافعوا لصالح تنمية إفريقية وإلحاحهم على ''دور'' أوروبي في مكافحة الفقر ودعم التعليم والقطاع الفلاحي من أجل ثني شباب منطقة الساحل عن الالتحاق بالجماعات الإرهابية والتواطؤ مع عناصر القاعدة في تصيد الرعايا الأجانب لصالح الإرهابيين. وتبنت قمة الفرانكوفونية أفكارا اقتصادية واجتماعية وثقافية رافقت، فيما مضى، وخلال عمليات الاختطاف، آراء الخبراء بما مفاده أنه ''لا يمكن اجتثاث آفة الإرهاب والاختطافات والاحتجاز في منطقة الساحل الصحراوي دون البدء بخطة اقتصادية واجتماعية. وأورد البيان الختامي أن المنطقة ستعرف توافدا إضافيا للشباب على الشبكات الإرهابية إذا استمر الوضع الاجتماعي والاقتصادي على ما هو عليه. واتفق القادة على تعزيز قوى الأمن في المنطقة والتعاون الإقليمي المشترك، كما أوصوا بدعم المبادرات الجهوية السابقة المتعلقة بمكافحة الإرهاب وإعادة بعثها.