التحريات الأمنية شملت أكثر من 20 شخصا أمر وكيل الجمهورية المساعد لدى محكمة عنابة، عشية أمس، بإيداع 03 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 25 و35 سنة، الحبس المؤقت على خلفية تورطهم في جريمة قتل زوجين مغتربين ذبحا بشقتيهما الكائنة بالعمارة المحاذية للمركز التجاري نوميديا ببلدية عنابة، وتم توقيف الجناة بعد حوالي شهرين من التحريات الأمنية المكثفة التي شملت أكثر من 20 شخصا. حسب خلية الاتصال والصحافة للأمن الوطني، فإن توقيف الفاعلين الذي نسبت إليهم أفعال جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والسرقة والمشاركة والتستر على الجريمة، جاء بعد تكثيف مصالح الشرطة القضائية لتحرياتها والتدقيق في أدلة الإثبات التي مكنت من التعرف بتاريخ 05 نوفمبر الجاري، على الجاني الرئيسي واثنين من مساعديه الذين ألقي عليهم القبض بمقر سكنهم بولاية فالمة. واتضح بعد التدقيق في هوية الفاعلين بأن المتهم الرئيسي البالغ من العمر 30 سنة، يعد ابن أخت الضحية، حيث قام بتاريخ 16 سبتمبر الماضي بقتل خاله وزوجته البالغين من العمر 57 و65 سنة، في محاولة منه لسرقة سيارة خاله الفاخرة التي كانت مركونة في موقف السيارات التابع للعمارة، إلا أن مقاومة الضحيتين للفاعل الذي كان رفقة مساعديه، عجلت بالإجهاز على خاله أولا بذبحه بواسطة آلة حادة، في حين تكفل الجناة الآخرون بمساعدته على قتل زوجة خاله التي وجهت لها عدة طعنات بأنحاء متفرقة بالجسم. وكانت مصالح الأمن قد كثفت جهودها لكشف خيوط هذه الجريمة الغامضة التي انتهت بكشف الفاعل الحقيقي بعد مرور شهر وعشرين يوما من البحث، عندما عثرت مصالح الفرقة الجنائية والشرطة العلمية على بعض الأدلة والبصمات بالسيارة التي عجز الجناة عن سرقتها بسبب الصعوبات التي وجدوها في تشغيل المحرك. وجاء توقيف الجناة بعدما باءت بالفشل جميع محاولات الاستجواب للشهود وأقارب الضحيتين في تحديد هوية الفاعلين، ولاسيما أن المعاينة الأولية لمكان ارتكاب الجريمة كشفت عن عدم وجود بعثرة في محتويات الشقة، ولا يوجد بها آثار عنف، مما استبعد أن يكون الحادث بدافع السرقة، ما دفع بوكيل الجمهورية مرة أخرى للالتماس من مصالح الأمن الاستماع إلى أقارب الضحيتين، بداية بأبنائهما المقيمين بفرنسا، مرورا بقريبهما الإرهابي التائب من منطقة بابار بخنشلة، والذي أفرج عنه بأمر من وكيل الجمهورية، لعدم وجود أدلة مقنعة حول علاقته بجريمة القتل والتأكد أنه في نفس الفترة التي وقعت فيها الجريمة كان المشتبه فيه متواجدا بمنطقة حاسي الرمل التي يشتغل فيها. وذكرت المصادر ذاتها، بأن مصالح الأمن وجدت صعوبات كبيرة في فك لغز هذه الجريمة البشعة، بعد أن تم إسقاط المتابعة عن قريب الضحيتين الإرهابي التائب، الذي كان محل شبهة من طرف أولاد الضحيتين، جراء تردده منذ فترة عليهما، الأمر الذي عجل بوضع المعني تحت المراقبة الدورية، إلى حين توقيفه بعد عودته من مراسم العزاء للعائلة، بسبب المغادرة الفورية للمكان، وارتدائه حينها للباس شتوي، رغم أن المراسم تمت في يوم حار، ما عزز فرضية محاولته إخفاء بعض أثار الجريمة بارتدائه لهذه الألبسة الشتوية.