شهدت الانتخابات البرلمانية المصرية التي انطلقت بالأمس إقبالا ضعيفا (قبل ساعتين من موعد غلقها) فيما أقرت اللجنة العليا للانتخابات بوقوع ''مخالفات وانتهاكات للقانون والقواعد المنظمة للعملية الانتخابية''. وأكد سامح الكاشف، عضو اللجنة، في أول مؤتمر صحفي للجنة، أن عدة مخالفات رافقت سير الانتخابات منذ الساعات الأولى. وأوضح الكاشف ''أن أهم تلك المظاهر هي أحداث العنف التي شهدتها بعض الدوائر الانتخابية''. من جهته، أكد محمد كمال، المتحدث باسم الحزب الوطني الحاكم، وقوع أحداث عنف في عدة دوائر انتخابية، رافضاً ربطها بحزبه، ومؤكداً في الآن ذاته إدانة الحزب الحاكم لأي تجاوز للقواعد القانونية المنظمة للانتخابات. من جهة أخرى أكد مصدر رسمي بالداخلية المصرية مقتل نجل أحد المرشحين بدائرة المطرية شرق القاهرة، وقال المصدر ''إن عمرو سيد سيد، (24عاماً) قد قتل طعناً بالسكين، وأن الشرطة قد ألقت القبض على اثنين من الضالعين في الجريمة''. كما توفي رجل آخر يبلغ من العمر 55 عاماً، أثناء تواجده بإحدى اللجان الانتخابية التابعة لمحافظة المنوفية، إلا أن محافظ المنوفية، سامي محمود عمارة، أكد أن المواطن، ويُدعى ناجي موسى عمران، توفي نتيجة إصابته ب''أزمة قلبية أثناء أدائه الواجب الانتخابي''. في السياق ذاته، أكد الائتلاف المصري لمراقبة الانتخابات، الذي يضم تحت مظلته 123 منظمة حقوقية مصرية، أن الانتخابات ''شهدت جملة من الانتهاكات والتجاوزات تمثلت في المبادرة باستخدام العنف والقوة، وهو أمر يهدد العملية الانتخابية برمتها''. وفي التقرير الذي تلقت ''الخبر'' نسخة منه، أكد الائتلاف تسجيله ''حالات منع لمراقبي المجتمع المدني من دخول مكاتب الاقتراع''، كما تم في بعض المراكز ''ملء بطاقات الاقتراع'' نيابة عن الناخبين. فيما لاحظ الائتلاف ذاته ''قيام الحزب الوطني بالدعاية لمرشحيه داخل لجان الانتخاب''، وهو ما يعد مخالفات واضحة يمكن أن تؤثر على العملية الانتخابية ونتائجها، حسب الائتلاف. وفي جولة ''الخبر'' لعدة مراكز اقتراع بمحافظة الجيزة (الدقي، العجوزة، قصر النيل) لاحظت ضعف الإقبال الشعبي على مراكز الاقتراع حتى ساعات متأخرة من نهار أمس، فيما أشار عدد ممن استجوبتهم ''الخبر'' عن انتشار ''البلطجية'' في عدة دوائر إيذانا بالتدخل في أي لحظة لصالح مرشحي الحزب الوطني، مؤكدين أن ''الحزب الحاكم قام باستغلال وسائل النقل العام التابعة للدولة في جلب الفقراء من مناطق متفرقة للتصويت لصالحه''. وأشاروا إلى ''المركبات العامة التي وضعت عليها لافتات مؤيدة للحزب الوطني تقوم بنقل الطلاب والفقراء إلى مقرات اللجنة الانتخابية في دائرة دار السلام، من أجل تأييد مرشحي الوطني''. فيما وزع حزب الوفد (المعارض) رسائل نصية قصيرة عبر التلفون النقال للصحفين، أكد فيها تعرض مقر حزبه، في كفر صقر للحرق، والاعتداء على المرشح محمد شحاتة من قبل ''بلطجية'' الحزب الوطني وتهديده ومطالبته بمغادرة منزله. فيما أكد محمد شحاتة ل''الخبر'' تلقيه التهديد من مرشح الحزب الحاكم، مضيفا ''في إحدى دوائر كفر الشيخ وصلتنا معلومات أن صناديق الانتخابات وصلت إلى اللجان وهي مغلقة''، متهما الحزب الوطني بالتزوير الواسع للانتخابات. ويحق ل41 مليون مصري انتخاب 508 نائب لمجلس الشعب من أصل 5039 مرشح ومرشحة على 508 مقعد نصفها على الأقل من العمال والفلاحين ومن بينها 64 مقعدا للمرأة، وذلك بمشاركة ممثلي 20 حزبا سياسيا إلى جانب المرشحين المستقلين.