''ابني عبد الفتاح مات غدرا ولا علاقة له بالمواجهات التي عرفتها مدينة بواسماعيل في تيبازة، أول أمس''.. كلمات ظل يرددها علينا والده حسين عكريش عندما زرناه، أمس، في بيته، وهو يذرف الدموع ''لم يفعل عبد الفتاح شيئا حتى يقتل''. تنقلنا، أمس، إلى مسكن عبد الفتاح عكريش، 32 عاما، بحي دوار اللوز بوسط مدينة بواسماعيل. وقد تحول سكون البيت إلى صراخ وعويل. ولا حديث وسط الحضور من الجيران والأصدقاء الذين جاؤوا من كل مكان سوى عن الشاب عكريش عبد الفتاح الذي مات، حسب أصدقائه وعائلته، ''غدرا برصاصتين يجهل مصدرهما''. ويروي الأب حسين عكريش ل''الخبر''، وفي حالة أشبه بفاقد للوعي، بأن ابنه راح ضحية مواجهات لم يكن طرفا فيها، إذ أكد بأن ابنه كان في البيت بعد عودته من مسجد الحي بعد صلاة العشاء، لكن صوت الطلقات التحذيرية لقوات الأمن في ساحة المواجهات بالمكان المسمى ''الريبيشو'' وسط بواسماعيل، هو الذي أخرجه للبحث عن شقيقه الصغير جيلالي، 22 سنة، والذي رجح أن يكون بساحة المواجهات، فأسرع لإعادته إلى البيت، لكن فور وصوله تلقى رصاصتين من مصدر مجهول، أردتاه قتيلا، وبقي في مكانه جثة هامدة، يقول الأب عبد الفتاح، ''لأزيد من 20 دقيقة، قبل أن تأتي سيارة الإسعاف وتختفي بالضحية لنحو ساعة أخرى، دون أن نعرف إلى أين توجهت به ثم تعيده إلى مقر أمن دائرة بواسماعيل بغرض إبلاغ الشرطة بأن الضحية لقي حتفه ولا داعي لنقله إلى المستشفى'' لأن الضحية، حسب والد عبد الفتاح، مات لحظة إطلاق النار عليه، وهو عكس ما أكدته مصالح الحماية المدنية من أن الضحية كان يعاني من نزيف دموي ولايزال على قيد الحياة. وقال والد الضحية إنه سيتابع الشخص المتسبب في مقتل ابنه قضائيا، بعد شروع فرقة الدرك الوطني في التحقيق في مقتل عبد الفتاح. من جهته أكد شقيق الضحية بأن أخاه عبد الفتاح لم يشارك في المواجهات بل تواجد صدفة في المكان ليلقى حتفه. وينتظر أن تتسلم عائلة عكريش، اليوم، جثة ابنها عبد الفتاح لإتمام إجراءات الدفن، بعد تشريح جثته بأمر صادر من النائب العام لمجلس قضاء البليدة.