البركة هي ثبوت الخير الإلهي في الشّيء؛ فإنّها إذا حَلَّت في قليل كَثَّرَتْهُ، وإذا حَلَّت في كثير نَفَعَ، ومِن أعظم ثمار البركة في الأمور كلّها استعمالها في طاعة الله عزّ وجلّ. ونستطيع استجلاب البركة من خلال: تقوى الله عزّ وجلّ مفتاح كلّ خير، قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أهل الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقُوا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} الأعراف: .96 قيل لأحد الصَّالحين: إنّ الأسعار قد ارتفعت؟ قال: أنزلوها بالتَّقوى. قراءة القرآن؛ لأنّه كتاب مبارك وهو شفاء لأسقام القلوب ودواء لأمراض الأبدان، قال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}. الدعاء؛ فقد كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يطلب البركة في أمور كثيرة، فقد علّمنا أن ندعو للمتزوّج فنقول: ''بَارَكَ اللهُ لك، وبارَكَ عليك، وجَمَع بينكما في خير'' رواه الترمذي، وكذلك الدعاء لمَن أطعمنا: ''اللّهمّ بَارِك لهُم فيمَا رزقتهم، واغْفِرْ لَهُم وَارْحَمْهُمْ'' رواه مسلم. عدم الشُّحّ والشّرَّه في أخذ المال: قال حكيم بن حزام رضي الله عنه: ''يا حكيم، إنّ هذا المال خضرة حلوة فمَن أخذه بسخاوة نفس بورِكَ لهُ فيه، ومَن أخذَهُ بإشراف نفس لَم يُبارَك له فيه، كالّذي يأكُل ولا يشبع'' رواه مسلم. الصدق في المعاملة من بيع وشراء، قال صلّى الله عليه وسلّم: ''البيعان بالخيار ما لم يتفرّقَا، فإن صدقَا وبيّنا بورك لهما في بيعهما، وإن كتَمَا وكَذِبَا مُحِقَت بركة بيعهما'' رواه البخاري. إنجاز الأعمال في أوّل النّهار؛ التماسًا لدعاء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، فقد دعَا عليه الصّلاة والسّلام بالبركة في ذلك، فعن صخر الغامدي عن النّبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: ''اللّهمّ بارِك لأمّتي في بكورها'' رواه أحمد. اتّباع السُنَّة في كلّ الأمور؛ فإنّها لا تأتي إلاّ بخير، قال صلى الله عليه وسلم: ''البركة تنزل وسط الطعام فَكُلُوا من حافتيه، ولا تأكلوا من وسطه'' رواه البخاري. حسن التّوكُّل على الله عزّ وجلّ، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} الطلاق: 3، وقال صلى الله عليه وسلم: ''لَوْ أنّكم توكّلْتُم على الله حقَّ توكّلِه لَرَزَقَكُمْ كما يرزُق الطير، تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا'' رواه أحمد. استخارة المولى عزّ وجلّ في الأمور كلّها، والتّفويض والقبول بأنّ ما يختاره الله عزّ وجلّ لعبده خيرٌ ممّا يختاره العبد لنفسه في الدنيا والآخرة، وقد علّمنا سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم الاستخارة: ''إذَا هَمَّ أحدُكم بالأمر فليركَع ركعتين من غير الفريضة، ثمّ ليقل: اللّهمّ إنِّي أستخيرُك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنّك تقدِرُ ولا أقدرُ، وتعلَم ولا أعلَم، وأنتَ علاَّم الغيوب، اللّهمّ إن كنتَ تعلَمُ أنّ هذا الأمر خيرٌ لي في ديني، ودُنياي ومعاشي وعاقبةَ أمري أو قال عاجلِهِ، وآجِلِه فاقْدِرْهُ لي ويَسِّرْهُ لي، ثمّ بارِك لي فيه، وإنْ كُنْتَ تعلَم أنّ هذا الأمر شَرٌّ لي في ديني، ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال عاجله، وآجله فاصْرِفْهُ عنِّي واصْرِفني عنهُ، واقدر لي الخير حيثُ كان، ثمّ ارضني به''. ترك سؤال النّاس؛ قال سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''مَن نزل به حاجة فأنزلها بالنّاس كان قمنا أن لا تسهّل حاجته، ومَن أنزلها بالله تعالى أتاهُ الله برزق عاجل أو بموت آجل'' رواه أحمد. الإنفاق والصدقة؛ فإنّها مجلبة للرِّزق كما قال تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُه} سبأ: .39 البعد عن المال الحرام بشتى أشكاله وصوره فإنّه لا بركة فيه ولا بقاء والآيات في ذلك كثيرة، منها: {يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} البقرة: .276 الشُّكر والحمد لله على عطائه ونعمه؛ قال تعالى: {وَسَيْجِزي اللهُ الشَّاكِرِينَ} آل عمران: .144 أداء الصّلاة المفروضة؛ قال تعالى: {وَامُرْ أهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقكَ وَالْعَاقِبَة لِلتَّقْوَى} طه: .132 المداومة على الاستغفار؛ لقوله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا × يُرْسِلِ السَّمّاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} نوح: 10.11