تتصاعد التنديدات والتحذيرات الدولية والداخلية للسلطات اليمنية، جراء استخدام العنف مع المحتجين المتظاهرين في معظم المحافظات للمطالبة بإسقاط النظام السياسي. فيما اتهم الرئيس علي صالح أطرافا خارجية بالوقوف وراء الأحداث التي تشهدها بلاده. في محاولة من الرئيس علي صالح تهدئة الأوضاع، ألقى خطابا في المؤتمر التأسيسي لمنظمات المجتمع المدني، أمس، قال فيه إن هناك أجندة خارجية ومؤامرة ضد اليمن وأمنه واستقراره. ووصف ما حدث خلال اليومين الماضيين بأنها أعمال تخريبية واعتداءات غاشمة. ودافع صالح عما يعتبره مكاسب سياسية حققها خلال حكمه. لكن خطاب صالح قوبل بانسحاب عشرة برلمانيين من جلسة مجلس النواب، أمس السبت، احتجاجا على تجاهل رئيس البرلمان مناقشة الأوضاع الجارية في اليمن. كما قدم عشرة برلمانيين استقالتهم من الحزب الحاكم، على خلفية استخدام العنف من قبل السلطات الأمنية ضد المتظاهرين، واحتجاجا على تعطيل دور البرلمان في هذه اللحظة التي تمر بها اليمن. كما أعلن أعضاء السلطة المحلية بمديرية الشيخ عثمان في محافظة عدن، تقديم استقالتهم، احتجاجا على الأحداث الدامية التي تشهدها المدينة منذ الأسبوع الماضي. وقال أمين عام المجلس المحلي إن أعضاء المجلس قرروا تقديم استقالتهم الجماعية احتجاجا على الأحداث الدامية في عدن، وطالبوا بتقديم قيادات أمنية للمحاكمة، كونهم استخدموا الرصاص الحي ضد المتظاهرين سلميا. من جانبه، دعا الرئيس اليمني الأسبق، علي ناصر محمد، ورئيس الوزراء الأسبق، حيدر العطاس، بتوحد أنصار الحراك الجنوبي السلمي والمتظاهرين المطالبين بإسقاط نظام الرئيس صالح في العاصمة صنعاء وتعز ومحافظات أخرى، وإجباره على الرحيل. وقال البيان الصادر عن علي ناصر والعطاس وعدد من قيادات المعارضة اليمنية في الخارج، إن الرئيس صالح يجر البلاد والعباد إلى كارثة محدقة بسبب سياسته. كما دعا البيان رجال الشرطة والقوات المسلحة للكف عن تنفيذ أوامر قتل اليمنيين. وقال المرصد اليمني لحقوق الإنسان إن ستة طلبة أصيبوا بطلقات نارية، أثناء مظاهرة سلمية في صنعاء، من قبل المأجورين الذين تمت تسميتهم ب''البلطجية''، حيث اعتدوا على المتظاهرين بالحجارة والضرب بالعصي. وفي محافظة تعز يواصل عشرات الآلاف الاعتصام في ساحة الحرية، منددين بسياسة النظام ورحيل الرئيس صالح عن الحكم. كما خرجت مسيرة سلمية في مديرية النشمة بنفس المحافظة مناهضة للنظام في اليمن. ودوليا، أكد رئيس البرلمان الأوروبي، جيرزي بوزيك، على قلقه الكبير إزاء الأحداث التي وقعت في ليبيا واليمن، مستنكرا وفاة أبرياء من المتظاهرين خلال الأيام الماضية. وقال بوزيك، في بيان له، ''إنني أدين الاستخدام المفرط للقوة من جانب السلطات''. وأضاف: ''نرى أن الناس لم يعودوا يشعرون بالخوف في الدفاع عن كرامتهم، ولم يعودوا يشعرون بالترهيب عندما يعبرون عن مطالبهم المشروعة وتطلعاتهم الديمقراطية''، مشيرا إلى أن السلطات في اليمن كما في ليبيا يجب أن تلتفت إلى الشعب وليس ضده. كما عبرت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية، كاثرين آشتون، عن أسفها الشديد لسقوط قتلى في محافظة عدن جنوبي اليمن.