وجه زعيم حزب جبهة القوى الاشتراكية، الأفافاس، حسين آيت أحمد، رسالة إلى الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني عبد الحميد مهري، ثمن فيها مواقف هذا الأخير ومقترحاته بشأن الخروج مما يصفه بالأزمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها الجزائر خلال السنوات الأخيرة. أعلن حسين آيت أحمد، أمس، دعمه الكامل للمبادرة السياسية التي أعلن عنها عبد الحميد مهري وضمنها رسالة وجهها إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قبل أيام. وقال آيت أحمد في رسالة وجهها إلى مهري، تلقت ''الخبر'' نسخة منها، أن الأفافاس مستعد لدعم وتفعيل مبادرة مهري بكل الوسائل السياسية الممكنة. وقال ''إننا مستعدون للعمل على دفع هذه الوثبة الجديدة التي نحن في حاجة ماسة إليها''. وأضاف آيت أحمد ''بناء على اقتراح للخروج من الأزمة الذي قدمه أخي العزيز عبد الحميد مهري، أود أن أؤكد لك عن الأهمية والاهتمام الكبيرين الذين أوليتهما لمساهمتك والتي تمثل في ظل الأزمة الحالية مبادرة قوية وملائمة''. وأكد زعيم الأفافاس، الذي يعيش في منفاه الاختياري في سويسرا منذ سنوات ''لقد درست بتمعن خاص اقتراحاتك العملية، وإني أرى فيها الوسيلة المناسبة لكي يصبح ممكنا مرة أخرى الالتزام المدني للجزائريات والجزائريين''، مضيفا ''لم يكن ليفاجئني ذلك (موقفك)، لكنني أؤكد أني ألاحظ وجود تقارب أساسي بين مواقفنا ومواقفك في التحليل السياسي لوضعية البلاد.'' ودعا آيت أحمد لاستغلال مناسبة ذكرى عيد الاستقلال في شهر جويلية المقبل، لتنفيذ إصلاحات تكون في مستوى طموحات الجزائريين الداعيين إلى التغيير. وقال ''أتمنى أيضا كما تفضل مهري، أن تكون الذكرى الخمسون للاستقلال فرصة جديدة للشعب الجزائري كي يكون معتزا بماضيه ومطمئنا على مستقبله''. مشيرا إلى أن ''السماح بالممارسة الفعلية للمواطنة سيسمح بالتجنيد الوطني لشعبنا''. ويعيد هذا التقارب بين الرجلين تكريس المواقف المشتركة بينهما خلال مرحلة الأزمة الأمنية التي شهدتها الجزائر سنوات التسعينات، خاصة معارضتهما لوقف المسار الانتخابي في ,1992 وتنشيطهما لاجتماع سانت ايجيديو وتوقيعهما على عقد روما في عام .1995 وكان الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني عبد الحميد مهري قد وجه رسالة إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، دعاه فيها إلى القيام ب''إصلاحات تغير نظام حكم غير ديمقراطي عفا عليه الزمن''. واعتبر أن ''الجزائر في حاجة إلى تغيير جذري، قبل أن تحتفل العام القادم بالعيد الخمسين لاستقلالها. واعتبر مهري أن النظام الحاكم لم يعد قادرا على مواجهة التحديات الكبرى التي تواجه الجزائر.